إعداد وترتيب
أخيار الصديق محسن
مدرس اللغة العربية والدراسات الإسلامية بمعهد الإمارات، وطالب في قسم اللغة العربية - الدراسات العليا - بجامعة سونان غوننج جاتي الإسلامية الحكومية - باندونج - جوا الغربية - أندونيسيا.
مقدمة
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، ولم يجعل له عوجا، قيما، لينذر بأسا شديدا من لدنه، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا، ماكثين فيه أبدا. والسلام على رسوله محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد :
فإن القرآن الكريم هو كتاب الله العزيز، الذي أنزله الله سبحانه على رسوله الأمي ، فقد تكفل الله تعالى بحفظه، فقال : إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.(سورة الحجر [15] : 9)، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم, وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، وهو كتاب الهدى الذي شأنه جدير أن يهتم به، وصرف نفائس الأوقات في دراسته، والدفاع عنه وحمايته من عبث العابثين وكيد الكائدين.
ولم نعلم كتابا من الكتب السماوية المنزلة أو غيرها نال العناية والاهتمام به اهتماما بالغا ما ناله هذا القرآن العزيز، لدرجة أن علماء المسلمين قديما وحديثا لم يتركوا جانبا من جوانبه – سواء ما يتعلق به بنظمه وأسلوبه، أو ما يتعلق بمضمونه أو محتواه – إلا أخذوه بالدراسة والتمحيص ما يعجز القلم عن تعبيره ووصفه، إلى درجة حروفه وكلماته.
هذا، وإن أولى الناس بدراسة هذا الكتاب الكريم، والإلمام بتاريخه والتعمق في علومه، والتأمل في معانيه، وتدبر آياته، والسير على منهاجه، هم المسلمون، وعلى رأسهم الدعاة إلى الله تعالى. فعليهم أن يدرسوه دراسة جادة للوصول إلى ما هو أسمى وأرفع الغرض مما جاء فيه.
وحين نتحدث عن علوم القرآن، وهي من أشرف العلوم الإسلامية, لا شك أن هناك موضوعات كثيرة تندرج تحتها مباحث عديدة، والحديث عنها طبعا نحتاج إلى صفحات كثيرة، وجهد غير قليل، ففهذه المقالة المتواضعة التي بين أيدينا الآن نحاول أن نتطرق إلى جزء منها، وهو عن موضوع نزول القرآن على سبعة أحرف، وهو موضوع مهم وصالح للبحث والمناقشة.
والله نسأل أن ينفع به، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، آمين.
باندونج ، 11 رمضان 1430 هـ/11 سبتمبر 2009 م
الباب الأول
تمهيد
الفصل الأول : خلفية البحث
ولَمَّا كانت الأمة التي أرسل إليها النَّبِيّ أمِّيَّة، وفيهم من لا يقدر على غير لسان قومه، سأل النَّبِيّ جبريل، فأخبره أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف، فكان ذلك تيسيرًا على المكلفين، ليسهل عليهم تلاوة القرآن، وحفظه، والعمل به.
فلا يخفى ما للقرآن العظيم من مكانة عند المسلمين، فهو كتاب ربهم وشرعه ودستوره الذي ارتضاه للناس إلى يوم الدين، وهو معجزة نبيهم التي تحدى بِها العرب والعجم.
وقد لقي القرآن من المسلمين على مر العصور أبلغ العناية والاهتمام، وحظي بأقصى درجات الحرص والحيطة، فكان أهل كل عصر يجتهدون في المحافظة عليه بشتى الوسائل التي تتاح لهم .و من حفظ الله لكتابه أن سخر له من يحمله و يقوم به آناء الليل وأطراف النهار. و من الأشياء التى امتن الله بها على أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه أنزل القرآن الكريم على سبعة أحرف.
وألاحظ أن الحديث عن نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف هو حديث شاق و شائك ودقيق يحتاج الناطر فيه إلى التأمل, و إمعان النظر, و التأني في أخذ القرار, و عدم التسرع في وضع الاستنتاج. وقال الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن محمد أبو شهبة : وليس من الشك في أن هذا البحث – نزول القرآن على سبعة أحرف – شائك، و دحض مزلة، والباحث فيه يحتاج إلى شيئ غير قليل من البصر بموضع قدمه، ومن الأناة والصبر ، وهكذا.
الفصل الثاني : تحقيق البحث
وبعد ما تبين للكاتب القضية التي سبق ذكرها في خلفية البحث فيرجو الكاتب من خلال السرد والبيان تحقيق الأمور الرئيسة فيما يلي :
1. ما هو المراد بنزول القرآن على سبعة أحرف
2. الفوائد والحكم الجليلة من نزول القرآن على سبعة أحرف
الفصل الثالث : أغراض البحث
ومن المعلوم أن لكل بحث من البحوث في أي مجال كان يعمله باحث غرضا بل أغراضا معينة يستهدف من ورائها، هذا ونفس الحال عندما يبحث الكاتب عن هذا الموضوع – نزول القرآن على سبعة أحرف – الذي اهتم به كثير من علماء المسلمين قديما وحديثا, وظل هذا الموضوع متداولا في كتب علوم القرآن، وأما الأغراض التي يريدها الكاتب فيه من خلال سرد هذا الموضوع هي كالآتي :
1. معرفة المراد بنزول القرآن على سبعة أحرف
2. معرفة الحكم الجليلة من نزول القرآن على سبعة أحرف
الباب الثاني
نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف
الفصل الأول : معنى الحروف السبعة
وهناك آراء العلماء حول المراد بالأحرف السبعة، نختار منها هاهنا أشهرها وأهمها وأرجحها, وهي ما يلي :
1- وذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب – اختلف العلماء في تحديد اللغات السبع. قيل : إن بعض القرآن نزل بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن, وبعضه بلغة كنانة، وبعضه بلغة تميم، وبعضه بلغة اليمن. وقال أبو حاتم السجستاني : نزل القرآن بلغة قريش، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة الأزد, وبعضه بلغة ربيعة، وبعضه بلغة تميم، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة سعد بن بكر - في المعنى الواحد، مثل : هلم ، أقبل ، تعال ، تعال. فهي ألفاظ مختلفة لمعنى واحد، هو طلب الإقبال. وإلى هذا الرأي ذهب سفيان بن عيينة، ابن جرير, ابن وهب، وخلائق كثيرون, ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء، وهذا هو الرأي الراجح من جميع الأراء التي تتحدث عن موضوع نزول القرآن على سبعة أحرف.
واستدل هذا الرأي بما جاء في حديث عمر بن الخطاب قال : سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأها عليه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ . فقال : هكذا أنزلت . ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت. إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسّر منه.
و في حديث أبي بكرة : أن جبريل قال : يامحمد, اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل : استزده، فقال : على حرفين، حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال : كلها شاف كاف، ما لم يختم آية عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب.
قال ابن عبد البر : إنما أراد بهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها، وأنها معاني متفق مفهومها، مختلف مسموعها، لا يكون في شيئ منها معنى وضده، ولا وجه يخالف معنى وجه خلافا ينفيه ويضاده، كالرحمة التي هي خلاف العذاب.
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره، إن الحروف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم، هن لغات سبع في حرف واحد، وكلمة واحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، كقول القائل : هلمّ، أقبل، تعال، إليّ، قصدى، نحوى، قربى ونحوى ذالك، مما تختلف فيه الألفاظ بضروب من المنطق وتتفق فيه المعاني، وإن اختلفت بالبيان به الألسن.
ورد الطبري على تساؤل مفترض : في أي كتاب الله نجد حرفا واحدا مقروءا بلغات سبع مختلفات الألفاظ ومتقات المعاني؟ - أجاب : بأننا لم ندع أن ذلك موجود اليوم. وقال السائل : فما بال الأحرف الستة غير موجودة ؟ - أجاب الطبري : بأن هذه الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت كما أمرت، ثم دعت الحاجة إلى التزام القراءة بحرف واحد مخافة الفتنة في زمن عثمان، ثم اجتمعت الأمة على ذلك، وهي معصومة من الضلالة .
2- قيل : إن الأحرف السبعة معناها سبعة أوجه، هى الأمر والنهى والوعد والوعيد والجدل والقصص والأمثال ، أو هى : الأمر والنهى والحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال. قال الزركاشي في البرهان : هذا القول لا يثبت عند أهل العلم، وهو مجمع على ضعفه0
ورد هذا الوجه بأن التوسعة كما هو مفهوم من الأحاديث والروايات الواردة فى نزول القرآن على سبعة أحرف هى خاصة بالألفاظ وليس بالمعانى ، وذلك بأن تقرأ الكلمة على وجهين أو ثلاثة ، ولا يمكن أن تكون التوسعة فى تحريم حلال ولا فى تحليل حرام ، ولا فى تغيير شئ من المعانى المذكورة.
والذي ثبت في الأحاديث الصحيحة التي ذكرناها، أن الصحابة الذين اختلفوا في القراءة احتكموا إلى النبي ، فاستقرأ كل واحد منهم، ثم صوب جميعهم في قراءتهم على اختلافها، حتى ارتاب بعضهم لتصويبه إياهم، فقال النبي للذي ارتاب منهم عند تصويبه جميعهم، كما ورد في حديث عمر السابق، قال النبي : إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسّر منه. أي على سبعة لغات.
3- قال آخرون : إن الأحرف السبعة تعني القراءات السبع – وهي قراءة أبي عمرو ويعقوب في البصرة، حمزة وعاصم في الكوفة، ابن عامر في الشام، ابن كثير في مكة, ونافع في المدينة - .
قال محمد بن محمد في كتابه : هذا القول باطل، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك أهل الجهل. وقال : إن القراءات الثابتة المتواترة ليست منحصرة في السبع المشهورة وأنه لا يجوز بحال من الأحوال أن تكون مرادة من الحديث، وكيف يمكن أن تكون القراءات السبع المشهورة هي المرادة من الحديث وهي إمنا عرف كونها سبعا من قبل أن رواتها المشهورين سبعة، وهذا شيئ علم بعد زمن النبي بثلاثة قرون تقريبا على يد ابن مجاهد. ومن ثم غير معقول أن يخبر النبي بنزول القرآن على حروف لم تعرف، ولم تشتهر إلا بعده بقرون.
4- وقيل : إنها سبعة أوجه لا يخرج عنها الاختلاف فى القراءات وهى : - اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث، مثل قوله تعالى :وَالَّذِيْنَ هُمْ لأَِمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُوْنَ. قرئ " لأَِمَانَاتِهِمْ " بالجمع، وقرئ " لأَِمَانَتِهِمْ " بالإفراد.- اختلاف وجوه الإعراب، مثل قوله تعالى : "مَاهَذَا بَشَرًا" قرأ الجمهور بالنصب، على لغة الحجاج. وقرأ ابن مسعود "مَاهَذَا بَشَرٌ" على لغة تميم. - اختلاف بالنقص والزيادة، مثل قوله :" وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا اْلأَنْهَارُ" قرئ "مِنْ تَحْتِهَا اْلأنَهْاَرُ" بزيادة "مِنْ" وهما قراءتان متواتراتان. والنقصان، كقوله تعالى :" قَالُوا اتَّخَذّ اللَّهُ وَلَدًا" بدون واو، وفي قراءة الجمهور:"وَقَالُوا اتَّخَذّ اللَّهُ وَلَدًا" بالواو. - الاختلاف بالتقديم والتأخير، إما في الحرف، كقوله تعالى :"أفلم يايئس"، وقرئ " أفلم يأيس". وإما في الكلمة، كقوله تعالى :" فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ" بالبناء للفاعل في الأول، وللمفعول في الثاني، وقرئ بالعكس.- الاختلاف بالإبدال، سواء أكان إبدال حرف بحرف، كقوله تعالى :" وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا" قرئ بالزاء المعجمة مع ضم النون، وقرئ بالراء المهملة مع فتح النون. أو إبدال لفظ بلفظ، كقوله تعالى :"كاَلْعِهْنِ الْمَنْفُوْشِ" وقرأ ابن مسعود وغيره " كَالصُّوْفِ الْمَنْفُوْشِ".- اختلاف اللهجات كالفتح والإمالة والتفخيم والترقيق والإظهار والإدغام والهمز والتسهيل والإشمام. كالإمالة وعدها في مثل قوله تعالى :" وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى" قرئ بإمالة "أتى" و"موسى". وترقيق الراء في قوله تعالى :" خَبِيرًا بَصِيرًا" . وتفخيم اللام في "الطلاق". وتسهيل الهمزة في قوله :"قَدْ أَفْلَحَ" وإشمام الغين ضمة مع الكسر في قوله تعالى :" وَغِيضَ الْمَآءُ" - والاختلاف في التصريف، مثل في قوله تعالى :" فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا" و"بَاعِدْ" بصيغة الأمر، و"بَاعَدَ" بفتحة العين على أنه فعل ماض، وقرئ "بَعَّدَ" بفتحة العين مشددة على أنه فعل ماض أيضا.
وللإجابة عن هذا الرأي، نذكر باختصار قول الشيخ مناع القطان في كتابه : هذا، وإن كان شائعا مقبولا لكنه لا ينهض أمام أدلة الرأي الأول التي جاء التصريح فيها باختلاف الألفاظ مع اتفاق المعاني، وبعض وجوه التغاير والاختلاف التي يذكرونها ورد بقراءات الآحاد، ولا خلاف في أن كل ما هو قرآن يجب أن يكون متواترا، وأن أكثرها يرجع إلى شكل الكلمة أو كيفية الأداء مما لا يقع به التغاير في اللفظ، كاختلاف في الإعراب، أو التصريف، أو التفخيم، والترقيق وغيره، وهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع في اللفظ والمعنى، لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرج عن أن يكون لفظا واحدا.
5- ورأى بعض العلماء أن الحروف السبعة الواردة في الحديث لا تدل على حقيقتها، وإنما هي رمز إلى ما ألفه العرب من معنى الكمال. فلفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة والكمال في الآحاد، كما يطلق السبعون في العشرات، والسبعمائة في المئتين، ولا يراد المعنى المعين.
ونرد على هذا القول : بأن الأحاديث الصحيحة التي ذكرنا بعضها، تدل بنصها على حقيقه العدد وانحصاره, قال النبي :" أقرأني جبريل على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف". وقال عليه الصلاة والسلام : "إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسّر منه". وقال في حديث آخر رواه مسلم : "وإنّ ربي أرسل إليّ أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت عليه أن هوّن على أمتي، فأرسل إليّ أن أقرأ على سبعة أحرف". فهذه الأحاديث تدل على حقيقة العدد السبع المعين والمحصور، و الله أعلم.
الفصل الثاني : النصوص الواردة
وهذه هي الأحاديث الصحيحة نسوقها إلى من يريد مزيدا من التوضيح والبيان حول الموضوع – نزول القرآن على سبعة أحرف – استدلالا من ناحية، وتأكيدا لبيان المعنى المراد، وردا على مزاعم باطلة، وإقامة لمعالم الحق فيه من ناحية أخرى :
- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ.
- عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَؤُهَا عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى سَلَّمَ ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ أَوْ بِرِدَائِي فَقُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ قَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لَهُ كَذَبْتَ فَوَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَؤُهَا فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا وَأَنْتَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ اقْرَأْ يَا هِشَامُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَؤُهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ يَا عُمَرُ فَقَرَأْتُ فَقَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ.
- عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْب أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ قَالَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ فَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ فَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ فَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا".
- عَنْ أُبَيٍّ قَالَ : لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام عِنْدَ أَحْجَارِ الْمِرَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام : "إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيِّينَ فِيهِمْ الشَّيْخُ الْعَاصِي وَالْعَجُوزَةُ الْكَبِيرَةُ وَالْغُلَامُ ." قَالَ : فَمُرْهُمْ فَلْيَقْرَءُوا الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ.
- عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ عَلَى أَيِّ حَرْفٍ قَرَأْتُمْ فَقَدْ أَصَبْتُمْ فَلَا تَتَمَارَوْا فِيهِ فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ ".
- عَنْ زَيْدِ بن ثَابِتٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لا تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ ، فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ .
الفصل الثالث : الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف
لقد ذكر العلماء العديد من الوجوه التي تبين الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف. ونحن - في مقامنا هذا - نقتطف من تلك الوجوه أوضحها وأظهرها، فمن ذلك :
- الدلالة على حفظ كتاب الله سبحانه من التبديل والتحريف؛ ووجه ذلك أنه على الرغم من نزول القرآن بأكثر من حرف، غير أنه بقي محفوظاً بحفظ الله له، فلم يتطرق إليه تغيير ولا تبديل، لأنه محفوظ بحفظ الله .
- التخفيف عن الأمة والتيسير عليها؛ فقد كانت الأمة التي تشرَّفت بنـزول القرآن عليها أمة ذات قبائل كثيرة، وكان بينها اختلاف في اللهجات والأصوات وطرق الأداء, ولو أخذت كلها بقراءة القرآن على حرف واحد لشقَّ الأمر عليها. والشريعة مبناها ومجراها على رفع الحرج, والتخفيف عن العباد. وقد جاء في الصحيح أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه يأمره أن يقرأ القرآن على حرف فطلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهون على هذه الأمة فأمره أن يقرأه على حرفين فطلب منه التخفيف إلى أن أمره أن يقرأه على سبعه أحرف. والحديث في صحيح مسلم.
- إظهار فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم؛ إذ لم ينـزل كتاب سماوي على أمة إلا على وجه واحد، ونزل القرآن على سبعة أوجه، وفي هذه ما يدل على فضل هذه الأمة وخيريتها.
- بيان إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب، فعلى الرغم من نزول القرآن على لغات متعددة من لغات العرب، غير أن أرباب تلك اللغات وفرسانها لم يستطيعوا مقارعة القرآن ومعارضته، فدلَّ ذلك على عجز الفِطَر اللغوية العربية بمجموعها على الإتيان ولو بآية من مثل آيات القرآن الكريم .
- إن تعدد تلك الحروف القرآنية وتنوعها يحمل دلالة قاطعة على أن القرآن الكريم ليس من قول البشر، بل هو كلام رب العالمين؛ فعلى الرغم من نزوله على سبعة أحرف، إلا أن الأمر لم يؤدِ إلى تناقض أو تضاد في القرآن، بل بقي القرآن الكريم يصدق بعضه بعضًا، ويُبيِّن بعضه بعضًا، ويشهد بعضه لبعض، فهو يسير على نسق واحد في علو الأسلوب والتعبير، ويسعى لهدف واحد يتمثل في هداية الناس أجمعين.
- قال العلامة الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في كتابه : إن من فوائد (حكمة) لاختلاف القراءة وتعدد الحروف، بيان لفظ مبهم على البعض، نحو قوله تعالى :"وَتَكُوْنُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوْشِ".(سورة القارعة :5) وقرئ :" كالصُّوْفِ الْمَنْفُوْشِ" فبينت القراءة الثانية أن العهن هو الصوف. والله أعلم
الباب الثالث
الخاتمة
الفصل الأول : النتــــــائج
وبعد سرد الحديث في الباب الثاني عما يتعلق بموضوع نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف، يمكننا الآن عرض النتائج التالية، وفقا لما ورد في تحقيق البحث في الباب الأول، وهي ما يلي :
1- أن القراءات كلها على اختلافها كلام الله، ولا دخل لبشر فيها، فكلها نازلة من عند الله مأخوذة بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودليلنا أن الأحاديث الماضية أفادت أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرجعون فيما يقرءون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- وأن الأحاديث المروية أكدت لنا جميعا مدى حماسة الصحابة في الدفاع عن القرآن مستبسلين في المحافظة عليه، وكيف كانوا متحمسين لذلك، و كيف كانوا في منتهى التيقظ لكل من يحدث فيه حدثًا، ولو كان عن طريق الأداء واللهجات. وموقف عمر من هشام بن حكيم خير دليل على هذا.
3- أنه لا يجوز أن نجعل الاختلاف في القراءات مثارًا للمراء والجدل والشقاق، ولا مثارًا للتردد والتشكيك والتكذيب؛ ودليلنا في ذلك قول نبينا صلى الله عليه وسلم فيما سبق من الأحاديث العطرة :"فلا تماروا فيه فإن المراء فيه كفر".
4- لا يجوز منع أحد من القراءة بأي حرف من الأحرف السبعة النازلة؛ ودليلنا قوله صلى الله عليه وسلم :"فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا".
5- إن الرأي الراجح من جميع الأراء التي تتحدث عن موضوع نزول القرآن على سبعة أحرف، هو الذي يقول : بأن المراد بسبعة أحرف هو سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد، وذلك لتوفر الأدلة النقلية والمنطيقية، كما سلف ذكرها.
6- وهناك عديد من الوجوه التي تبين الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف نوجزها فيما يلي :
* الدلالة على حفظ كتاب الله سبحانه من التبديل والتحريف
* التخفيف عن الأمة والتيسير عليها
* إظهار فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم
* بيان إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب
* إن تعدد تلك الحروف القرآنية وتنوعها يحمل دلالة قاطعة على أن القرآن الكريم ليس من قول البشر، بل هو كلام رب العالمين.
الفصل الثاني : الاقتراحات
وهناك أمور ينبغي للكاتب إشارتها في هذا المقام إلى جميع الإخوة الدارسين في قسم اللغة العربية، وهذه الأمور التي يعنيها الكاتب كملاحظات مهمة أو اقتراحات بناءة تنفعنا جميعا – إن شاء الله تعالى حالا ومستقبلا – وهي ما يلي :
- على الإخوة الدارسين في قسم اللغة العربية ينبغي لهم أن يدرسوا علوم القرآن التي هي من أشرف العلوم الإسلامية، وعليهم أن يلموا بها إلماما تاما، رغم كونهم دارسين في قسم اللغة العربية.
- ولهذه العلوم فروع شتى، منها علم القراءات، علم الناسخ والمنسوخ، المكي والمدني، المحكم والمتشابه وغيره. والموضوع الذي نحن في صدده الآن – نزول القرآن على سبعة أحرف -, هو جزء من مباحث علوم القرآن ينبغي لأي باحث مسلم أن يدرسه، وهو موضوع شائك وشاق وممتع في نفس الوقت. والناظر فيه فعلا يحتاج إلى شيئ غير قليل من المثابرة، والجهود، والتفكير، ,وإمعان النظر. ومن ثم أحثكم أيها الإخوة في قسم اللغة العربية على دراسته, والتعمق فيه.
- ولا يدعي الكاتب أن هذه المقالة البسيطة التي بين أيدي الإخوة في قسم اللغة العربية بلغت إلى الغاية و الكمال، لأن للوصول إلى ذلك طبعا بحاجة إلى كافة الأهلية، والقدرة، والإمكانية، وشيئ من التخصص في نفس الكاتب، ,وأن الكمال لله، وإليه يرجع الأمر كله، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.
المراجع
- أبو شهبة، أحمد بن محمد. 1412 هـ / 1992 م . المدخل لدراسة القرآن الكريم. بيروت : دار الجيل.
- الصابوني، محمد علي. 1405 هـ / 1985 م . التبيان في علوم القرآن. بيروت : عالم الكتب.
- السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن أبو بكر. 1408هـ / 1988 م. التحبير في علم التفسير. بيروت - لبنان : دار الكتب العلمية.
- الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي. 1421 هـ / 2001 م. البرهان في علوم القرآن. بيروت – لبنان : دار الفكر.
- الزرقاني، محمد عبد العظيم. 1318 هـ/ 1998 م. مناهل العرفان في علوم القرآن. دار قتيبة
- مناع القطان. 1418 هـ / 1998 م. مباحث في علوم القرآن. بيروت – لبنان : مؤسسة الرسالة.
- السائح علي حسين. 2000 م. مدخل الدراسات القرآنية. طرابلس – ليبيا : جمعية الدعوة الإسلامية العالمية.
- صبحي الصالح. 1996 م. مباحث في علوم القرآن. بيروت – لبنان : دار العلم للملايين.
Jumat, 17 Desember 2010
Jumat, 26 November 2010
أصوات اللغة العربية
إعداد وترتيب
أخيار الصديق محسن
مدرس اللغة العربية بمعهد الإمارات باندونج
وطالب في مرحلة الماجستير قسم اللغة العربية وآدبها
جامعة سونان غونونج جاتي الإسلامية الحكومية باندونج-.
مقدمة
الحمد لله الذي اختار اللسان العربي؛ لحمل الرسالة الخاتمة ، ونَصَّ في القرآن الكريم على عربية الكتاب في آيات عديدة ، منها : ) وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (, وقوله : ) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (, أنزله بلسان العرب المبين، ونظمه من الحروف التي اتّسعت للغات العرب، ورتّب لـها مخارج، لا يخرج حرف من مخرج غير مخرجه إلا بتغيّر لفظه، وجعل لكلّ حرف منها صفات تميّزه عن غيره، وأمر بإعطاء كلّ حرف حقّه من صفته، وإخراجه من مخرجه ؛ ليكون عونا لطالب العربية في إجادة نطقه لأصواتـها، وعونا لأهل تلاوة القرآن على تجويد ألفاظه ، وإحكام النطق به، باقيا ذلك على مرور الأزمان ، وتعاقب الأعصار، وحافظا لأصوات اللغة العربية من التغيّر والاندثار، فتحقّق وعد الله بحفظ كتابه ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، فحفظ الكتاب بلغته وبعد :
فهذا البحث" أصوات اللغة العربية" من مفردات المنهج في مادة علم اللغة قد انتهينا من إعداده بإيجاز، وبيناه على طريقة تجمع بين طريقة علماء العربية والتجويد. وهذه الطريقة تمكّن القراء إن شاء الله من فهم النظام الصوتي للغة العربية بطريقة نستفيد معها من خبرتنا الماضية في دراساتنا للأصوات. والله ولي التوفيق إلى أقوم الطريق..
أصوات اللغة, حياتها وتطورها :
إن ظواهر اللغة ترجع إلى قسمين رئيسيين : الظواهر المتعلقة بالصوت, والظواهر المتعلقة بالدلالة (المعنى)، وكلتا الناحيتين في تطور مطرد وتغير مستمر. وهي في تطور تتأثر بعوامل شتى وتخضع لطائفة كبيرة من القوانين. وسنتطرق في هذا البحث إلى ما يتعلق بالصوت وتطوره عند العرب. وللتطور الصوتي خواص كثيرة نذكر أهمها ما يلي :
أولا : إن هذا التطور يسير ببطء وتدرج. فاختلاف أصوات اللغة في جيل عما كانت عليه في الجيل السابق له مباشرة لا يكاد يتضح إلا للراسخين في ملاحظة هذه الشؤون. ولكنه يظهر في صورة جلية إذا وازنا بين حالتيهما في جيلين تفصلهما مئات السنين، فلغتنا لا تكاد تختلف في أصواتها عن لغة آبائنا المباشرين، ولكنها تختلف اختلافا بينا في هذه الناحية عما كانت عليه في ألسنة أجدادنا في العصور الوسطى أو في صدر العصور الحديثة.
ثانيا : إنه يحدث من تلقاء نفسه بطريق آلي لا دخل فيه للإرادة الإنسانية، فتحول صوت الثاء العربية مثلا إلى تاء (ثلاثة، تلاتة)، والذال إلى دال (ذراع، دراع)، والظاء إلى الضاد (الظل، الضل)، والقاف إلى همزة (قلت، ألت). وانقراض الأصوات التي كانت تلحق أواخر الكلمات للدلالة على إعرابها ووظائفها في الجمل (كنتُ أحسبُ أنّ كتابَ محمدٍ أحسنُ من كتاب عليٍ، كنتْ أحسبْ أن كتابْ محمدْ أحسنْ من كتابْ عليْ)،كل ذلك وما إليه قد حدث من تلقاء نفسه بطريق آلي لا دخل فيه للتواضع أو إرادة المتكلمين.
ثالثا : إنه جبري الظواهر؛ لأنه يخضع في سيره لقوانين صارمة، لا اختيار للإنسان فيها، ولا يد لأحد على وقفها أو تعويقها أو تغيير ما تؤدي إليه. ونجد مثلا حالة اللغة العربية في صدر الإسلام وما آلت إليه الآن، فعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلت في سبيل صيانتها ومحاربة ما يطرأ عليها من تحريف، ومع أن هذه الجهود تعتمد على دعامة من الدين، فإن ذلك كله لم يحل دون تطور أصواتها إلى الصورة التي تتفق مع نواميس التطور اللغوي، وأصبحت على الحالة التي غليها الآن في اللغات العامية.
رابعا : إنه في غالب أحواله مقيد بالزمان والمكان، فمعظم ظواهر التطور الصوتي يقتصر أثرها على بيئة معينة وعصر خاص، ولا نكاد نعثر على تطور صوتي لحق جميع اللغات الإنسانية في صورة واحدة. فتحول صوت القاف مثلا إلى همزة (قلت، ألت) لم يظهر إلا في بعض المناطق الناطقة بالعربية، ومنذ عهد غير بعيد. وتحول صوت a الواقع في نهاية بعض الكلمات اللاتينية إلى صوت e, لم يظهر إلا عند الفرنسيين، ولم يبد أثره لديهم إلا في أثناء المدة المحصورة بين نهاية القرن الثامن وأوائل القرن الرابع عشر.
التطور الطبيعي المطرد لأعضاء النطق :
ذهب العلامة روسلو Rousselot إلى أن أعضاء النطق في الإنسان في تطور طبيعي مطرد في بنيتها واستعدادها ومنهج أدائها لوظائفها. فحناجرنا وحبالنا الصوتية وألسنتنا وحلوقنا وسائر أعضاء نطقنا تختلف عما كانت عليه عند آبائنا الأولين، إن لم يكن في بنيتها الطبيعية، فعلى الأقل في استعدادها؛ بل إنها لتختلف عما كانت عليه عند آبائنا الأقربين. غير أن هذا التطور يسير ببطء وتدرج, ولذلك لا يبدو أثره بشكل واضح إلا بعد زمن طويل.
ومن المقرر أن كل تطور يحدث في أعضاء النطق أو في استعدادها يتبعه تطور في أصوات الكلمات، فتنحرف هذه الأصوات عن الصورة التي كانت عليها إلى صورة أخرى أكثر منها ملاءمة مع الحالة التي انتهت إليها أعضاء النطق. وتمسك بهذا الاتجاه عدد كبير من الباحثين منهم هرمان بول Herman Paul .
ويكاد العلماء يجمعون على أن أعضاء النطق تختلف بعض الشيئ في بنيتها واستعدادها باختلاق الشعوب وباختلاف الظروف المحيطة بكل شعب. ويكادون يجمعون كذلك على أنها في الشعب الواحد والظروف المتشابهة تتطور استعداداتها وتختلف باختلاق العصور. أما تطور بنيتها الطبيعية واختلافها باختلاف العصور في الشعب الواحد والظروف المتشاهبة فقد اختلف العلماء بصدده : فمن منكر له؛ ومن قائل به. والمذهب الأخير هو الأدنى إلى الصواب.
جهاز النطق :
الصوت اللغوي أثر سمعي يصدر طواعية واختيارا عن تلك الأعضاء المسماة تجاوزا أعضاء النطق. وأن الصوت اللغوي له عدة جوانب : منها الجانب العضوي الفسيولوجي physiological ، والأكوستيكي acoustic أوالفيزيائي physical. ويتصل الجانب الأول بأعضاء النطق وأوضاعها وحركاتها، والثاني بتلك الآثار السمعية التي تظهر في الهواء في صورة ذبذبات صوتية تصل إلى أذن السامع فتحدث فيه تأثيرا معينا.
والصوت اللغوي بهذا المعنى هو موضوع علم الأصوات، ولنعرف الأصوات اللغوية وخصائصها ومميزاتها، وكي نحصل على معرفة جيدة لعلم الأصوات ينبغي لنا أن نعرض ولو بشيئ من الإيجاز لتلك الأعضاء المسماة أعضاء النطق. ولكن ليس من وظيفتنا أن ندرس هذا الجهاظ بالتفصيل أو أن نخوض في وصف أعضائه وصفا يخرج بنا عن الهدف الأساسي من هذا البحث، ويكفينا في هذا المقام أن نلم إلماما مناسبا بهذه الأعضاء ووظائفها النطقية. وأن نشير إلى الدور يقوم به كل عضو في إصدار الأصوات اللغوية. ويجدر بنا قبل أن ندخل في بيان ذلك أن نشير إلى نقطتين مهمتين :
الأولى : ليست أعضاء النطق جميها متحركة. أي قابلة للحركة : فمعظمها ثابت لا يتحرك وقليل منها قابل للحركة وذلك كاللسان والشفتين.
الثانية : التسمية، أعضاء النطق، تسمية مجازية. فالواقع أن أعضاء النطق ليست وظيفتها الأساسية إصدار الأصوات الكلامية، بل إن لها وظائف أخرى أهم من ذلك بكثير، فاللسان مثلا وظيفته ذوق الطعام. والأسنان من وظائفها قضم الطعام وطحنه، والشم للأنف والتنفس له وللرئتين وهكذا. فإصدار الأصوات الكلامية إذن ما هو إلا وظيفة واحدة من الوظائف الكثيرة التي تقوم بها تلك الأعضاء، فتسميتها بأعضاء النطق إذن هي تسمية من باب التوسع والمجاز.
وللنطق أعضاء تكونه مبتدئة بما فوق الوترين الصوتيين مباشرة ومنتهية بالشفتين وتسمى مخارج الأصوات، ومن هذا نصل إلى أن مخارج الأصوات العربية. قال الأستاذ أبو عاصم عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ : إن مخارج الخروف توجد في ثلاث مناطق : الحلق, واللسان, والشفتين. ويوجد في كل منطقة من هذه الثلاث عدد من المخارج.
أ- الحلق، فيه ثلاثة مخارج:
- أقصى الحلق، وتخرج منه الهمزة والهاء (أَءْ، أَهـْ).
- وسط الحلق، وتخرج منه العين والحاء (أَحْ، أَعْ).
- أدنى الحلق، وتخرج منه الغين والخاء (أَغْ، أَخْ).
ب- اللسان، وفيه عشرة مخارج :
- أقصى اللسان قريبا من الحلق، وتخرج منه القاف (أَقْ).
- أقصى اللسان قريبا من الفم، وتخرج منه الكاف (أَكْ).
- وسط اللسان، وتخرج منه الجيم والشين والياء (أَجْ، أَشْ، أَيْ).
- ظهر اللسان مع أصول الثنايا العليا، وتخرج منه التاء والطاء والدال (أَتْ، أَطْ، أَذْ).
- ظهر اللسان مع رؤوس الثنايا العليا، وتخرج منه الثاء والظاء والذال (أَثْ، أَظْ، أَذْ).
- طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا، وتخرج منه النون (أَنْ).
- طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا قريبا من الظهر, وتخرج منه الراء (أَرْ).
- رأس اللسان مع أصول الثنايا العليا، وتخرج منه الزاي والصاد والسين (أَزْ، أَصْ، أَسْ).
- حافة اللسان، أي جانبه مع التصاقه بها يحاذيه من الأضراس العليا، وتخرج منه الضاد (أَضْ).
- حافة اللسان الأمامية مع التصاقها بما يحاذيها من الأسنان، وتخرج منه اللام (أَلْ).
ج- الشفتان، وفيهما مخرجان :
- ما بين الشفتين، وتخرج منه الباء والميم مع انطباقهما، والواو بدون انطباق (أَبْ، أَمْ، أَوْ).
- الشفة السفلى مع التصاقها برؤوس الثنايا العليا، وتخرج منها الفاء (أَفْ).
فإذا حسبنا مجموع هذه المخارج مع مخرج (الجوف) و (الخيشوم) تصير المخارج سبعة عشر مخرجا. والأبجدية العربية التي شملت كل الحروف التي يمكن النطق بـها وقد حافظت – مع ذلك – على الوضوح الكامل وعدم الالتباس في مخارج الأصوات, وهي بهذا تمتاز عن جميع الأبجديات في لغات العالم قديما وحديثا.
العلاقة بين الأصوات العربية :
أ. العلاقة الصوتية بين الحرف و الحركة :
اعتمد الأستاذ محمد خياطة في صدد العلاقة بين الحرف و الحركة _ مقولة ابن جنّيّ بأن الحرف يأتي في المرتبة قبل الحركة، بمعنى أن الحركة لا تأتي قبل الحرف ولا معه، بل يأتي هو أولاً، وتأتي الحركة بعده
والصحيح في الصوتيات الحديثة _ أنه لا اختلاف في المرتبة بين الحرف و الحركة، بمعنى أن الحركة لا تأتي قبل الحرف أو بعده، ولا سَبْق لأحدهما على الآخر، بل يأتيان كلاهما في آنٍ معاً، سواء حين خروجهما من جهاز النطق، وحين دخولهما إلى جهاز السمع ذلك أنه من المتعذر خروج الحرف من الفم وحده من دون الحركة ، كما أن من المتعذر خروج الحركة وحدها من دون الحرف، وكذلك الأمر بالنسبة لدخولهما إلى الأذن.
فهناك إذن تقارنُ تلازمٍ وتكاملٍ بين الحرف و الحركة، بمعنى أن الحروف و الحركات لا تظهر في الكلام فُرادى، بل على هيئة أزواج وأن كلاً من تلك الأزواج مؤلف من حرفٍ وعلامةٍ متقارنين، فلا يُعثر في الكلام على حرفٍ بلا علامة يتقارن معها، ولا علامةٍ بلا حرف تتقارن معه.
ومن المؤكد أن هذا هو السّر في اعتماد العّرب الكتابة المثنويّة، أي الكتاب على هيئة (مثاَنٍ ) كل مثنى مؤلف من الحرف وعلامة مرسومة فوقه أو تحته، كما في نحو وُعِدَتْ حيث تألفت هذه الصيغة من المثاني الأربعة التالية وُ _ عِ _ دَ _ تْ.
وقد سبق إلى هذا ( الركن المعلوماتي ) في هذه الدراسة، إذ أطلق على المثنى تسمية ( اتحاد صوتي حرفي ) Union وهذه التسمية تعّبر بشكل أوضح عما ذكر آنفاً بشأن المثاني.
ب. العلاقة الصوتية بين الحركة والمدة :
كذلك اعتمد الأستاذ محمد خياطة - في تحديد العلاقة بين الحركة و المدة _ مقولة ابن جنّيّ بأن الحركة ليست إلا جزءً من المدّة ، بمعنى أن الفتحة ، مثلاً ، في المقطع (دَ ا) إنّما هي جزء من المدّة. والصحيح أن الصوائت Vowels في العربية نوعان : صائت قصير Short Vowel ، مثل الفتحة في المقطع (دا). وصائت طويل Long Vowel ، مؤلّف من صوتين اثنين هما الحركة و المدّة مثل الفتحة الطويلة المؤلفة من الفتحة ومدّتها، في المقطع( دَ ا) ذاته .
وهذا ما دعا إلى إطلاق تسمية الصائت المكمل Complementary Vowel على المدّة، وذلك لأنها إنما تكمل الصائت القصير إلى صائت مديد. وفي ضوء ما سبق، يمكن القول إن كلاً من الحركة و المدّة إنما تؤلف أحد جزأين في الحركة الطويلة، ذلك أن الحركة الطويلة إنما تتألف من الحركة و المدّة كليهما معاً . وإلى هنا انتهى البحث.
المراجع :
- علم اللغة، الدكتور علي عبد الواحد وافي، مكتبة نهضة مصر، 1382 هـ- 1962م
- قواعد التجويد على رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود، أبو عاصم عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ، مكتب الدار 1392 هـ
- علم اللغة العام، الأصوات، د. كمال محمد بشير, دار المعارف، 1980م
- أصوات اللغة العربية لعبد الغفار حامد هلال.
- http://www.greatarabic.com/?p=12
Minggu, 14 November 2010
Khutbah Iedul Adha 1431 H/Tiga Kunci Kesuksesan Hidup Al-Khalil (Nabi Ibrahim a.s) Dan Keluarganya
Oleh : Akhyar Ash-Shiddiq Muhsin, Lc.
(Dosen Bahasa Arab dan dirasah Islamiyyah, Ma'had Al-Imarat Bandung)
اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوْبُ اِلَيْهِ وَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شُرُوْرِ اَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ اَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ. اَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُه. وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى اَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ اِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ. اَمَّا بَعْدُ:
فَيَاعِبَادَ اللهِ : اُوْصِيْكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَ اللهِ وَطَاعَتِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُوْنَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى فِى الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ : يَااَيُّهَا الَّذِيْنَ اَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوْتُنَّ اِلاَّ وَاَنْتُمْ مُسْلِمُوْنَ.
Allahu Akbar, Allahu Akbar, Laailaha illallahuwaallahu akbar, Allahu Akbar walillahil hamdu.Jamaah Shalat Idul Adha Yang Dimuliakan Allah.
Puji dan syukur kita panjatkan kehadirat Allah SWT, Arrahman (Yang Maha Pengasih), Arrahim (Yang Maha Penyayang), Al-Ghafur (Yang Maha Pengampun), Ar-Razzaq (Yang Maha Pemberi rizki), Al-Alim (Yang Maha Mengetahui) dan Al-Bashir (Yang Maha Melihat), Lailaha illallahu (tiada Tuhan selain Allah). Shalawat dan salam semoga selalu tercurahkan kepada hamba dan rasul-Nya yang mulia, Rasulullah SAW, kepada keluarganya, sahabatnya dan kepada semua pengikutnya yang senantiasa memegang manhajnya hingga akhir zaman.
Di pagi hari yang penuh berkah ini, tepatnya hari Rabu tanggal 10 Dzulhijjah 1431 H. bertepatan dengan tanggal 17 November 2010 M. kita bersama-sama merayakan Iedul Adha, hari besar umat Islam sedunia, hari raya qurban (iedul qurban), dimana kaum Muslimin akan menunaikan pengorbanan sejatinya di hadaan Allah SWT. Iedul Adha merupakan hari dimana sebagian saudara-saudara kita sedang menunaikan haji di tanah suci Mekkah Al-Mukarramah, Mereka semua memakai pakaian serba putih dan tidak berjahit, pakaian yang melambangkan persamaan akidah dan pandangan hidup. Tidak ada perbedaan di antara mereka, semuanya sama dan sederajat. Semuanya sama-sama hendak mendekatkan diri kepada Allah Azza Wa Jalla, mereka datang semata-mata memenuhi panggilan-Nya, Labbaikallahumma labbaika.”
Melalui mimbar yang mulia ini, khatib mengajak kepada diri sendiri dan juga kepada hadirin sekalian, marilah tundukkan kepala dan jiwa kita di hadapan Allah Yang Maha Besar. Campakkan jauh-jauh sifat keangkuhan dan kecongkaan yang dapat menjauhkan kita dari rahmat-Nya. Apapun kebesaran yang kita sandang, kita kecil di hadapan Allah. Betapa pun kuat perkasa, kita lemah dihadapan Allah Yang Maha Kuat. Betapapun hebatnya kekuasaan, kekuatan dan pengaruh kita, kita tidak berdaya dalam genggaman Allah Yang Maha Kuasa atas segala sesuatu.
Allahu Akbar 3X. Hadirin, Ikhwatal Iman!
Hari ini kita melaksanakan ruku’ dan sujud sebagai bukti pernyataan ketaatan dan ketundukan kita kepada Allah SWT. Kita agungkan nama-Nya, kita gemakan takbir dan tahmid sebagai pernyataan dan pengakuan atas keagungan dan kebesaran Allah Azza WaJalla. Takbir yang kita ucapkan bukanlah sekedar gerak bibir yang tanpa makna. Tetapi takbir merupakan pengakuan dalam hati, menyentuh dan menggetarkan relung-relung jiwa kita. Allah Maha Besar. Allah Maha Agung. Tiada yang patut di sembah kecuali Allah.
Ikhwatal iman! Iedul Adha atau hari raya Qurban merupakan hari raya yang sarat dengan makna, kita dituntut untuk dapat memahami arti pengorbanan yang sesungguhnya. Pengorbanan adalah memberikan sesuatu untuk menunjukkan kecintaan kepada orang lain, meskipun harus menaggung segala resiko atau konsekuensinya. Pengorbanan adalah memberikan sesuatu dan mengorbankannya demi tegaknya kalimah Allah SWT dan tersebarnya syi’ar-syi’ar agama di muka bumi, inilah pengorbanan yang sangat tinggi nilainya.
Berbicara tentang pengorbanan, kita diingatkan dalam sejarah tentang perjalanan kehidupan Khalilullah (kekasih Allah), Nabi Ibrahim dan keluarganya yang telah membuat sejarah besar, yang tidak ada bandingannya, sehingga sangat wajar dan pantas bila kisahnya diabadikan dalam Al-Qur’anul Karim, dan nilai-nilai kebaikan yang telah ditorehkannya selalu dikenang dan dijadikan sebagai teladan sepanjang sejarah hidup manusia, khususnya kaum Muslimin.
Allahu Akbar 3X , Ikhwatal iman yang dimuliakan Allah SWT
Allah SWT berfirman,
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى اِبْرَاهِيْمَ وَالَّذِيْنَ مَعَهُ.
“Sesungguhnya telah ada suri tauladan yang baik bagimu pada Ibrahim dan orang-orang yang bersama dengan-nya “ ( QS Al Mumtahanah (60) : 4 )
Ayat tersebut memberikan isyarat (perintah) kepada kita, agar menjadikan Ibrahim dan keluarganya sebagai suri tauladan yang baik, sosok keluarga Muslim yang ideal yang harus dijadikan sebagai cermin kehidupan semua kaum Muslimin. Sungguh banyak pelajaran yang bisa kita ambil dari kisah beliau, untuk kemudian kita jadikan bekal di dalam mengarungi kehidupan ini.
Marilah kita baca dan renungkan kembali kisah Al-Khalil, Ibrahim a.s dan keluarganya yang Allah abadikan dalam Al-Qur’anul karim.
Wahai saudara-saudaraku yang dimuliakan Allah! Ingatlah ketika Ibrahim a.s meninggalkan keluarganya (istrinya, Hajar bersama putera yang sangat dicintainya, Ismail a.s, yang saat itu masih menyusu), demi memenuhi perintah Allah SWT. Mereka ditempatkan disuatu lembah yang tandus, gersang, tidak sebatang pohon pun bisa tumbuh di sana. Lembah itu demikian sunyi dan sepi, jauh dari hiruk pikuk kehidupan manusia. Menurut sejarah, Ibrahim membawa keluarganya pergi jauh kesebelah utara negaranya, Palestina, jaraknya kurang lebih 1600 KM. Allah SWT mengabadikan kisah tersebut dalam Al-Qur’an :
رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
Ya Tuhan kami sesunggunnya aku telah menempatkan sebagian keturunanku di suatu lembah yang tidak mempunyai tanam-tanaman di dekat rumahmu (Baitullah) yang dimuliakan. Ya Tuhan kami (sedemikian itu) agar mereka mendirikan shalat. Maka jadikanlah gati sebagia manusia cenderung kepada mereka dan berizkilah mereka dari buah-buahan, mudah-mudahan mereka brsyukur. (QS. Ibrahim : 37)
Ibrahim sendiri ketika itu tidak tahu, apa maksud sebenarnya dari wahyu Allah yang menyuruhnya menempatkan istri dan putranya yang masih bayi itu. Namun ia menerima perintah itu dengan sikap ridha, ikhlas dan penuh tawakkal. Ibnu Abbas menjelaskan, bahwa tatkala Siti Hajar kehabisan air minum hingga tidak bisa lagi menyusui anaknya, Ismail, ia segera mencari air sambil lari-lari kecil antara bukit Sofa dan Marwah sebanyak 7 kali. Tiba-tiba Allah mengutus malaikat jibril membuat mata air Zam Zam. Maka Siti Hajar dan Nabi Ismail memperoleh sumber kehidupan.
Allahu Akbar 3X walillahilhamdu
Dari kisah tersebut, kita mendapat pelajaran (ibrah) yang sangat berharga, bahwa sebagai Muslim hendaknya menghiasi diri dengan sikap husnuzhan (berbaik sangka) kepada Allah SWT, dengan sikap inilah kita akan menjalani kehidupan sebagaimana yang kehendaki Allah SWT. Nabi Ibrahim dan keluarganya benar-benar telah menunjukkan sikap yang sangat positif kepada Allah SWT, sikap berbaik sangka yang ditunjukannya membuat mereka yakin bahwa tidak mungkin Allah SWT punya maksud buruk dalam memerintahkan sesuatu, dalam pandangan mereka Allah tidak mungkin menyia-nyiakan hamba-hambanya yang beriman. Manakala seseorang sudah berbaik sangka kepada Allah Swt, maka ia akan selalu optimis dalam hidupnya, bahwa ada hari esok yang lebih baik. Rasulullah SAW berpesan kepada kita semua,
لاَ يَمُوْتَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ تَعَالَى.
"Janganlah salah seorang dari kaliam mati, kecuali dalam keadaan berbaik sangka kepada Allah" (HR. Muslim dan Abu Daud).
Dalam beberapa firman-Nya, Allah SWT mengingatkan kita semua agar senantiasa bersikap husnuzhan dan optimis terhadap semua yang menimpa kita semua,
إِنَّ اللهَ لاَيُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
Sesungguhnya Allah tidak menyia-nyiakan pahala orang-orang yang berbuat baik.(QS. At-taubah (9) : 120)
Dan firman-Nya,
إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَيُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
Sesungguhnya barang siapa yang bertakwa dan bersabar, maka sesungguhnya Allah tidak menyia-nyiakan pahala orang-orang yang berbuat baik".(QS. Yusuf (12) : 90)
Allahu Akbar, Allahu Akbar, Laailaha illallahuwaallahu akbar, Allahu Akbar walillahil hamdu.Jamaah Shalat Idul Adha Yang Dimuliakan Allah.
Kita baca dalam sejarah, bahwa Nabi Ibrahim a.s adalah seorang mukmin memiliki idealisme yang sangat luar biasa, ia selalu berusaha untuk berada pada jalan hidup yang benar, apapun keadaannya dan bagaimanapun resikonya. Untuk mempertahankan idealisme itu, Ibrahim bahkan siap berjuang sampai mati, ia menyebut dirinya sebagai orang yang pergi kepada Allah Azza Wajalla, dan ia nyatakan hal itu di hadapan orang-orang kafir,
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ.
"Dan Ibrahim berkata: Sesungguhnya aku pergi menghadap Tuhanku dan Dia akan memberi petunjuk kepadaku".(QS Ash Shaffat (37) : 99).
Sikap idealisme yang ditunjukkan oleh Nabi Ibrahim a.s tidak hanya saat ia masih muda belia, ketika ia dengan gagah berani menghancurkan penomena syirik yang terjadi ditengah-tengah kaumnya, tapi sikapnya itu ia tunjukkan dengan amat menakjubkan, saat ia diperintah oleh Allah SWT untuk menyembelih anaknya Ismail, saat itu Ibrahim sudah sangat tua, sedangkan Ismail adalah anak yang sangat didambakan sejak lama.
Ikhwatul iman! Perintah untuk menyembelih anak memang terasa lebih berat dari sekedar menghancurkan berhala, namun demikian Ibrahim a.s mampu melaksanakan hal tersebut dengan penuh kesungguhan dan ketulusan. Ini menunjukkan kepada kita bahwa Ibrahim memang sosok manusia yang memiliki idealisme yang luar biasa, baik diwaktu mudanya hingga masa tua. Sungguh, inilah yang amat dibutuhkan dalam kehidupan di negeri kita sekarang, jangan sampai ada generasi yang pada masa mudanya bersemangat menentang segala bentuk penyelewengan atau semua tindakan yang merugikan negara, tapi ketika ia berkuasa pada masa tuanya justeru ia sendiri yang melakukan semua itu. Jangan sampai ada generasi yang semasa mudanya dengan lantang meneriakan berantas semua kejahatan hukum, korupsi, tapi saat ia berkuasa di usianya yang tua, justeru ia sendiri yang melakukan semua itu.
Dalam kehidupan kita sekarang, kita dapati banyak orang yang tidak mampu mempertahankan idealisme atau dengan kata lain tidak bisa menjaga sikap istiqamah (konsisten dan komintmen), sehingga sering kita jumpai seseorang melakukan tindakan-tindakan yang tidak sejalan dengan apa yang dahulu diucapkannya. Tidak sedikit mereka yang terbawa arus lingkungan disekitarnya, ikut-ikutan, berjamaah dalam melakukan tindakan-tindakan yang menyalahi aturan. Padahal Rasulullah SAW senantiasa mengingatkan kita semua,
لاَتَكُوْنُوْا اِمَّعَةً تَقُوْلُوْنَ: اِنْ اَحْسَنَ النَّاسُ اَحْسَنَّا وَاِنْ ظَلَمُوْا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوْا اَنْفُسَكُمْ اِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ اَنْ تُحْسِنُوْا وَاِنْ اَسَاءُوْا اَنْ لاَتَظْلِمُوْا.
"Janganlah kamu menjadi orang yang ikut-ikutan dengan mengatakan kalau orang lain berbuat baik, kamipun akan berbuat baik dan kalau mereka berbuat zalim, kamipun akan berbuat zalim. Tetapi teguhkanlah dirimu dengan berprinsip, kalau orang lain berbuat kebaikan kami berbuat kebaikan pula dan kalau orang lain berbuat kejahatan kami tidak akan melakukannya". (HR. Tirmidzi).
Allahu Akbar, Allahu Akbar, Laailaha illallahuwaallahu akbar, Allahu Akbar walillahil hamdu.Jamaah Shalat Idul Adha Yang Dimuliakan Allah.
Dalam riwayat disebutkan, ketika gelar Khalilullah (kekasih Allah) diberikan kepada Nabi Ibrahim a.s, Malaikat bertanya kepada Allah, “Ya Tuhanku, mengapa Engkau menjadikan Ibrahim sebagai kekasihmu. Padahal ia disibukkan oleh urusan kekayaannya dan keluarganya?” Allah berfirman,“Jangan menilai hambaku Ibrahim ini dengan ukuran lahiriyah, tengoklah isi hatinya dan amal bhaktinya!” Allah SWT mengizinkan pada para malaikat menguji keimanan serta ketaqwaan Nabi Ibrahim. Ternyata, kekayaan dan keluarganya tidak membuatnya lalai dalam melakukan ketaatan kepada-Nya. Nabi Ibrahim a.s memiliki kekayaan 1000 ekor domba, 300 lembu, dan 100 ekor unta. Riwayat lain menyebutkan, kekayaan Nabi Ibrahim mencapai 12.000 ekor ternak. Ketika ditanyakan kepadanya,“Milik siapa ternak sebanyak itu?” Nabi Ibrahim menjawab,“Semuanya kepunyaan Allah yang dititipkan padaku. Bila sewaktu-waktu Allah menghendaki (memintanya), maka akan aku serahkan semuanya. Jangankan cuma ternak, bila Allah meminta anak kesayanganku Ismail, niscaya akan aku serahkan juga.”
Menurut Imam Ibnu Katsir, pernyataan Nabi Ibrahim yang akan mengorbankan anaknya jika dikehendaki oleh Allah itulah yang kemudian dijadikan bahan ujian yang sesungguhnya, Allah menguji keimanan dan ketaqwaannya melalui mimpinya yang haq, agar ia mengorbankan putranya yang ketika itu genap berusia 7 tahun. Allah SWT berfirman,
قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
Ibrahim berkata : “Hai anakkku sesungguhnay aku melihat dalam mimpi bahwa aku menyembelihmu “maka fikirkanlah apa pendapatmu? Ismail menjawab: Wahai bapakku kerjakanlah apa yang diperintahkan kepadamu. InsyaAllah engkau akan mendapatiku termasuk orang yang sabar.” (QS Aa-saffat : 102)
Ketika keduanya telah membulatkan tekadnya untuk melaksanakan perintah Allah, Iblis datang menggoda sang ayah, sang anak, dan sang ibu silih berganti. Akan tetapi mereka tidak terpengaruh sedikitpun untuk mengurunkan niatnya melaksanakan perintah Allah. Ibrahim melempar iblis dengan batu, mengusirnya pergi. Dan peristiwa tersebut kemudian menjadi salah satu rangkaian ibadah haji yakni melempar jumrah.
Allahu Akbar, Allahu Akbar, Laailaha illallahuwaallahu akbar, Allahu Akbar walillahil hamdu.Jamaah Shalat Idul Adha Yang Dimuliakan Allah.
Nilai keteladanan yang dapat kita peroleh dari peristiwa di atas, bahwa Nabi Ibrahim a.s adalah sosok Mu’min yang memiliki ketajaman hati laksana tajamnya pisau yang dengan mudah dapat mengiris dan membelah sesuatu. Hati yang tajam membuat kita mudah membedakan mana perintah dan mana larangan, mana yang haq dan mana yang bathil. Ketajaman hati akan mampu memahami maksud dari suatu perintah meskipun hanya disampaikan dengan bahasa isyarat.
Dengan ketajaman hatinya, Nabi Ibrahim a.s begitu mudah menangkap perintah Allah SWT yang benar meskipun hanya melalui isyarat mimpi, begitu juga Ismail yang langsung yakin bahwa perintah Allah SWT telah disampaikan kepada ayahnya melalui mimpi itu benar adanya. Allah SWT berfirman,
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَاتُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ.
"Maka tatkala anak itu sampai (pada umur sanggup) berusaha bersama-sama Ibrahim, Ibrahim berkata: "Hai anakku Sesungguhnya Aku melihat dalam mimpi bahwa Aku menyembelihmu. Maka fikirkanlah apa pendapatmu!" ia menjawab: "Hai bapakku, kerjakanlah apa yang diperintahkan kepadamu; insya Allah kamu akan mendapatiku termasuk orang-orang yang sabar".(QS Ash Shaffat [37]:102).
Sungguh, ketajaman hati seperti Al-Khalil dan keluarganya (Ismail a.s) dalam kontek keagaaman mutlak untuk kita miliki; karena dengan hati yang tajam, kita akan mudah memahami dan merealisasikan perintah dan larangan yang tercantum di dalam Al-Qur’an dan Al-Hadits yang pada umumnya disampaikan dalam bahasa-bahasa yang sangat jelas. Hanya hati yang tumpul dan kerdil yang tidak bisa memahaminya.
Dan pada zaman sekarang ini, ketajaman hati seperti Al-Khalil dan keluarganya (Ismail a.s) harus pula dimiliki, di mana banyak sekali bahasa isyarat dan simbol yang mengandung perintah dan larangan; namun hati yang tidak memiliki ketajaman membuat manusia tidak peduli dengan bahasa-bahasa tersebut. Kita mengetahui bahwa merokok itu sangat berbahaya bagi kesehatan, melanggar rambu lalu lintas itu dapat mengakibatkan kecelakaan, kejahatan korupsi akan diganjar dengan hukuman yang sangat berat, kenyataannya tidak sedikit di antara kita yang melanggarnya.
Allahu Akbar, Allahu Akbar, Laailaha illallahuwaallahu akbar, Allahu Akbar walillahil hamdu.Jamaah Shalat Idul Adha Yang Dimuliakan Allah.
Semoga Allah SWT senantiasa memberikan kekuatan lahir dan bathin kepada kita semua, agar senantiasa bersikap husnuzhan (baik sangka) terhadap semua perintah dan larangan. Semoga Dia memberikan pahala yang berlipat ganda atas semua kebaikan yang kita lakukan, dan menghindarkan diri kita dari sikap putus asa dan menolak. Semoga Allah SWT menjadikan kita orang-orang yang selalu istiqamah, orang-orang yang memiliki ketajaman hati yang dalam, sehingga kita dapat memahami dan menjalankan semua aktivitas ibadah kita dengan penuh kesabaran dan tetap optimis. Semoga tiga pelajaran berharga yang kita peroleh dari kisah perjalanan hidup Al-Khalil, Nabi Ibrahim dan keluarganya dapat mewarnai kehidupan kita sehari-hari, Amin Ya Rabbal Alamin
Ikhwatal iman! Semoga amal ibadah kita diterima Allah SWT. Untuk itu, marilah kita sama-sama berdoa dan memohon rahmat dan maghfirah-Nya,
اَللَّهُمَّ انْصُرْنَا فَاِنَّكَ خَيْرُ النَّاصِرِيْنَ وَافْتَحْ لَنَا فَاِنَّكَ خَيْرُ الْفَاتِحِيْنَ وَاغْفِرْ لَنَا فَاِنَّكَ خَيْرُ الْغَافِرِيْنَ وَارْحَمْنَا فَاِنَّكَ خَيْرُ الرَّاحِمِيْنَ وَارْزُقْنَا فَاِنَّكَ خَيْرُ الرَّازِقِيْنَ وَاهْدِنَا وَنَجِّنَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِيْنَ وَالْكَافِرِيْنَ.
Ya Allah, tolonglah kami, sesungguhnya Engkau adalah sebaik-baik pemberi pertolongan. Menangkanlah kami, sesungguhnya Engkau adalah sebaik-baik pemberi kemenangan. Ampunilah kami, sesungguhnya Engkau adalah sebaik-baik pemberi pemberi ampun. Rahmatilah kami, sesungguhnya Engkau adalah sebaik-baik pemberi rahmat. Berilah kami rizki sesungguhnya Engkau adalah sebaik-baik pemberi rizki. Tunjukilah kami dan lindungilah kami dari kaum yang dzalim dan kafir.
اَللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِيْنَناَ الَّذِى هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَ الَّتِى فِيْهَا مَعَاشُنَا وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِى فِيْهَا مَعَادُنَا وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِى كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شرٍّ .
Ya Allah, perbaikilah agama kami untuk kami, karena ia merupakan benteng bagi urusan kami. Perbaiki dunia kami untuk kami yang ia menjadi tempat hidup kami. Perbikilah akhirat kami yang menjadi tempat kembali kami. Jadikanlah kehidupan ini sebagai tambahan bagi kami dalam setiap kebaikan dan jadikan kematian kami sebagai kebebasan bagi kami dari segala kejahatan..
اَللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَاتَحُوْلُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَابِهِ جَنَّتَكَ وَمِنَ الْيَقِيْنِ مَاتُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا. اَللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْهُ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ عَاداَنَا وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيْبَتَنَا فِى دِيْنِنَاوَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا.
Ya Allah, anugerahkan kepada kami rasa takut kepada-Mu yang membatasi antara kami dengan perbuatan maksiat kepadamu dan berikan ketaatan kepada-Mu yang mengantarkan kami ke surga-Mu dan anugerahkan pula keyakinan yang akan menyebabkan ringan bagi kami segala musibah di dunia ini. Ya Allah, anugerahkan kepada kami kenikmatan melalui pendengaran, penglihatan dan kekuatan selama kami masih hidup dan jadikanlah ia warisan bagi kami. Dan jangan Engkau jadikan musibah atas kami dalam urusan agama kami dan janganlah Engkau jadikan dunia ini cita-cita kami terbesar dan puncak dari ilmu kami dan jangan jadikan berkuasa atas kami orang-orang yang tidak mengasihi kami".
اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ اَلأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ اِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَّعْوَاتِ.
Ya Allah, ampunilah dosa kaum muslimin dan muslimat, mu’minin dan mu’minat, baik yang masih hidup maupun yang telah meninggal dunia. Sesungguhnya Engkau Maha Mendengar, Dekat dan Mengabulkan do’a."
رَبَّنَا اَتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الأَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
"Ya Allah, anugerahkanlah kepada kami kehidupan yang baik di dunia, kehidupan yang baik di akhirat dan hindarkanlah kami dari azab neraka."
(Dosen Bahasa Arab dan dirasah Islamiyyah, Ma'had Al-Imarat Bandung)
اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوْبُ اِلَيْهِ وَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شُرُوْرِ اَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ اَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ. اَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُه. وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى اَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ اِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ. اَمَّا بَعْدُ:
فَيَاعِبَادَ اللهِ : اُوْصِيْكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَ اللهِ وَطَاعَتِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُوْنَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى فِى الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ : يَااَيُّهَا الَّذِيْنَ اَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوْتُنَّ اِلاَّ وَاَنْتُمْ مُسْلِمُوْنَ.
Allahu Akbar, Allahu Akbar, Laailaha illallahuwaallahu akbar, Allahu Akbar walillahil hamdu.Jamaah Shalat Idul Adha Yang Dimuliakan Allah.
Puji dan syukur kita panjatkan kehadirat Allah SWT, Arrahman (Yang Maha Pengasih), Arrahim (Yang Maha Penyayang), Al-Ghafur (Yang Maha Pengampun), Ar-Razzaq (Yang Maha Pemberi rizki), Al-Alim (Yang Maha Mengetahui) dan Al-Bashir (Yang Maha Melihat), Lailaha illallahu (tiada Tuhan selain Allah). Shalawat dan salam semoga selalu tercurahkan kepada hamba dan rasul-Nya yang mulia, Rasulullah SAW, kepada keluarganya, sahabatnya dan kepada semua pengikutnya yang senantiasa memegang manhajnya hingga akhir zaman.
Di pagi hari yang penuh berkah ini, tepatnya hari Rabu tanggal 10 Dzulhijjah 1431 H. bertepatan dengan tanggal 17 November 2010 M. kita bersama-sama merayakan Iedul Adha, hari besar umat Islam sedunia, hari raya qurban (iedul qurban), dimana kaum Muslimin akan menunaikan pengorbanan sejatinya di hadaan Allah SWT. Iedul Adha merupakan hari dimana sebagian saudara-saudara kita sedang menunaikan haji di tanah suci Mekkah Al-Mukarramah, Mereka semua memakai pakaian serba putih dan tidak berjahit, pakaian yang melambangkan persamaan akidah dan pandangan hidup. Tidak ada perbedaan di antara mereka, semuanya sama dan sederajat. Semuanya sama-sama hendak mendekatkan diri kepada Allah Azza Wa Jalla, mereka datang semata-mata memenuhi panggilan-Nya, Labbaikallahumma labbaika.”
Melalui mimbar yang mulia ini, khatib mengajak kepada diri sendiri dan juga kepada hadirin sekalian, marilah tundukkan kepala dan jiwa kita di hadapan Allah Yang Maha Besar. Campakkan jauh-jauh sifat keangkuhan dan kecongkaan yang dapat menjauhkan kita dari rahmat-Nya. Apapun kebesaran yang kita sandang, kita kecil di hadapan Allah. Betapa pun kuat perkasa, kita lemah dihadapan Allah Yang Maha Kuat. Betapapun hebatnya kekuasaan, kekuatan dan pengaruh kita, kita tidak berdaya dalam genggaman Allah Yang Maha Kuasa atas segala sesuatu.
Allahu Akbar 3X. Hadirin, Ikhwatal Iman!
Hari ini kita melaksanakan ruku’ dan sujud sebagai bukti pernyataan ketaatan dan ketundukan kita kepada Allah SWT. Kita agungkan nama-Nya, kita gemakan takbir dan tahmid sebagai pernyataan dan pengakuan atas keagungan dan kebesaran Allah Azza WaJalla. Takbir yang kita ucapkan bukanlah sekedar gerak bibir yang tanpa makna. Tetapi takbir merupakan pengakuan dalam hati, menyentuh dan menggetarkan relung-relung jiwa kita. Allah Maha Besar. Allah Maha Agung. Tiada yang patut di sembah kecuali Allah.
Ikhwatal iman! Iedul Adha atau hari raya Qurban merupakan hari raya yang sarat dengan makna, kita dituntut untuk dapat memahami arti pengorbanan yang sesungguhnya. Pengorbanan adalah memberikan sesuatu untuk menunjukkan kecintaan kepada orang lain, meskipun harus menaggung segala resiko atau konsekuensinya. Pengorbanan adalah memberikan sesuatu dan mengorbankannya demi tegaknya kalimah Allah SWT dan tersebarnya syi’ar-syi’ar agama di muka bumi, inilah pengorbanan yang sangat tinggi nilainya.
Berbicara tentang pengorbanan, kita diingatkan dalam sejarah tentang perjalanan kehidupan Khalilullah (kekasih Allah), Nabi Ibrahim dan keluarganya yang telah membuat sejarah besar, yang tidak ada bandingannya, sehingga sangat wajar dan pantas bila kisahnya diabadikan dalam Al-Qur’anul Karim, dan nilai-nilai kebaikan yang telah ditorehkannya selalu dikenang dan dijadikan sebagai teladan sepanjang sejarah hidup manusia, khususnya kaum Muslimin.
Allahu Akbar 3X , Ikhwatal iman yang dimuliakan Allah SWT
Allah SWT berfirman,
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى اِبْرَاهِيْمَ وَالَّذِيْنَ مَعَهُ.
“Sesungguhnya telah ada suri tauladan yang baik bagimu pada Ibrahim dan orang-orang yang bersama dengan-nya “ ( QS Al Mumtahanah (60) : 4 )
Ayat tersebut memberikan isyarat (perintah) kepada kita, agar menjadikan Ibrahim dan keluarganya sebagai suri tauladan yang baik, sosok keluarga Muslim yang ideal yang harus dijadikan sebagai cermin kehidupan semua kaum Muslimin. Sungguh banyak pelajaran yang bisa kita ambil dari kisah beliau, untuk kemudian kita jadikan bekal di dalam mengarungi kehidupan ini.
Marilah kita baca dan renungkan kembali kisah Al-Khalil, Ibrahim a.s dan keluarganya yang Allah abadikan dalam Al-Qur’anul karim.
Wahai saudara-saudaraku yang dimuliakan Allah! Ingatlah ketika Ibrahim a.s meninggalkan keluarganya (istrinya, Hajar bersama putera yang sangat dicintainya, Ismail a.s, yang saat itu masih menyusu), demi memenuhi perintah Allah SWT. Mereka ditempatkan disuatu lembah yang tandus, gersang, tidak sebatang pohon pun bisa tumbuh di sana. Lembah itu demikian sunyi dan sepi, jauh dari hiruk pikuk kehidupan manusia. Menurut sejarah, Ibrahim membawa keluarganya pergi jauh kesebelah utara negaranya, Palestina, jaraknya kurang lebih 1600 KM. Allah SWT mengabadikan kisah tersebut dalam Al-Qur’an :
رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
Ya Tuhan kami sesunggunnya aku telah menempatkan sebagian keturunanku di suatu lembah yang tidak mempunyai tanam-tanaman di dekat rumahmu (Baitullah) yang dimuliakan. Ya Tuhan kami (sedemikian itu) agar mereka mendirikan shalat. Maka jadikanlah gati sebagia manusia cenderung kepada mereka dan berizkilah mereka dari buah-buahan, mudah-mudahan mereka brsyukur. (QS. Ibrahim : 37)
Ibrahim sendiri ketika itu tidak tahu, apa maksud sebenarnya dari wahyu Allah yang menyuruhnya menempatkan istri dan putranya yang masih bayi itu. Namun ia menerima perintah itu dengan sikap ridha, ikhlas dan penuh tawakkal. Ibnu Abbas menjelaskan, bahwa tatkala Siti Hajar kehabisan air minum hingga tidak bisa lagi menyusui anaknya, Ismail, ia segera mencari air sambil lari-lari kecil antara bukit Sofa dan Marwah sebanyak 7 kali. Tiba-tiba Allah mengutus malaikat jibril membuat mata air Zam Zam. Maka Siti Hajar dan Nabi Ismail memperoleh sumber kehidupan.
Allahu Akbar 3X walillahilhamdu
Dari kisah tersebut, kita mendapat pelajaran (ibrah) yang sangat berharga, bahwa sebagai Muslim hendaknya menghiasi diri dengan sikap husnuzhan (berbaik sangka) kepada Allah SWT, dengan sikap inilah kita akan menjalani kehidupan sebagaimana yang kehendaki Allah SWT. Nabi Ibrahim dan keluarganya benar-benar telah menunjukkan sikap yang sangat positif kepada Allah SWT, sikap berbaik sangka yang ditunjukannya membuat mereka yakin bahwa tidak mungkin Allah SWT punya maksud buruk dalam memerintahkan sesuatu, dalam pandangan mereka Allah tidak mungkin menyia-nyiakan hamba-hambanya yang beriman. Manakala seseorang sudah berbaik sangka kepada Allah Swt, maka ia akan selalu optimis dalam hidupnya, bahwa ada hari esok yang lebih baik. Rasulullah SAW berpesan kepada kita semua,
لاَ يَمُوْتَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ تَعَالَى.
"Janganlah salah seorang dari kaliam mati, kecuali dalam keadaan berbaik sangka kepada Allah" (HR. Muslim dan Abu Daud).
Dalam beberapa firman-Nya, Allah SWT mengingatkan kita semua agar senantiasa bersikap husnuzhan dan optimis terhadap semua yang menimpa kita semua,
إِنَّ اللهَ لاَيُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
Sesungguhnya Allah tidak menyia-nyiakan pahala orang-orang yang berbuat baik.(QS. At-taubah (9) : 120)
Dan firman-Nya,
إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَيُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
Sesungguhnya barang siapa yang bertakwa dan bersabar, maka sesungguhnya Allah tidak menyia-nyiakan pahala orang-orang yang berbuat baik".(QS. Yusuf (12) : 90)
Allahu Akbar, Allahu Akbar, Laailaha illallahuwaallahu akbar, Allahu Akbar walillahil hamdu.Jamaah Shalat Idul Adha Yang Dimuliakan Allah.
Kita baca dalam sejarah, bahwa Nabi Ibrahim a.s adalah seorang mukmin memiliki idealisme yang sangat luar biasa, ia selalu berusaha untuk berada pada jalan hidup yang benar, apapun keadaannya dan bagaimanapun resikonya. Untuk mempertahankan idealisme itu, Ibrahim bahkan siap berjuang sampai mati, ia menyebut dirinya sebagai orang yang pergi kepada Allah Azza Wajalla, dan ia nyatakan hal itu di hadapan orang-orang kafir,
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ.
"Dan Ibrahim berkata: Sesungguhnya aku pergi menghadap Tuhanku dan Dia akan memberi petunjuk kepadaku".(QS Ash Shaffat (37) : 99).
Sikap idealisme yang ditunjukkan oleh Nabi Ibrahim a.s tidak hanya saat ia masih muda belia, ketika ia dengan gagah berani menghancurkan penomena syirik yang terjadi ditengah-tengah kaumnya, tapi sikapnya itu ia tunjukkan dengan amat menakjubkan, saat ia diperintah oleh Allah SWT untuk menyembelih anaknya Ismail, saat itu Ibrahim sudah sangat tua, sedangkan Ismail adalah anak yang sangat didambakan sejak lama.
Ikhwatul iman! Perintah untuk menyembelih anak memang terasa lebih berat dari sekedar menghancurkan berhala, namun demikian Ibrahim a.s mampu melaksanakan hal tersebut dengan penuh kesungguhan dan ketulusan. Ini menunjukkan kepada kita bahwa Ibrahim memang sosok manusia yang memiliki idealisme yang luar biasa, baik diwaktu mudanya hingga masa tua. Sungguh, inilah yang amat dibutuhkan dalam kehidupan di negeri kita sekarang, jangan sampai ada generasi yang pada masa mudanya bersemangat menentang segala bentuk penyelewengan atau semua tindakan yang merugikan negara, tapi ketika ia berkuasa pada masa tuanya justeru ia sendiri yang melakukan semua itu. Jangan sampai ada generasi yang semasa mudanya dengan lantang meneriakan berantas semua kejahatan hukum, korupsi, tapi saat ia berkuasa di usianya yang tua, justeru ia sendiri yang melakukan semua itu.
Dalam kehidupan kita sekarang, kita dapati banyak orang yang tidak mampu mempertahankan idealisme atau dengan kata lain tidak bisa menjaga sikap istiqamah (konsisten dan komintmen), sehingga sering kita jumpai seseorang melakukan tindakan-tindakan yang tidak sejalan dengan apa yang dahulu diucapkannya. Tidak sedikit mereka yang terbawa arus lingkungan disekitarnya, ikut-ikutan, berjamaah dalam melakukan tindakan-tindakan yang menyalahi aturan. Padahal Rasulullah SAW senantiasa mengingatkan kita semua,
لاَتَكُوْنُوْا اِمَّعَةً تَقُوْلُوْنَ: اِنْ اَحْسَنَ النَّاسُ اَحْسَنَّا وَاِنْ ظَلَمُوْا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوْا اَنْفُسَكُمْ اِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ اَنْ تُحْسِنُوْا وَاِنْ اَسَاءُوْا اَنْ لاَتَظْلِمُوْا.
"Janganlah kamu menjadi orang yang ikut-ikutan dengan mengatakan kalau orang lain berbuat baik, kamipun akan berbuat baik dan kalau mereka berbuat zalim, kamipun akan berbuat zalim. Tetapi teguhkanlah dirimu dengan berprinsip, kalau orang lain berbuat kebaikan kami berbuat kebaikan pula dan kalau orang lain berbuat kejahatan kami tidak akan melakukannya". (HR. Tirmidzi).
Allahu Akbar, Allahu Akbar, Laailaha illallahuwaallahu akbar, Allahu Akbar walillahil hamdu.Jamaah Shalat Idul Adha Yang Dimuliakan Allah.
Dalam riwayat disebutkan, ketika gelar Khalilullah (kekasih Allah) diberikan kepada Nabi Ibrahim a.s, Malaikat bertanya kepada Allah, “Ya Tuhanku, mengapa Engkau menjadikan Ibrahim sebagai kekasihmu. Padahal ia disibukkan oleh urusan kekayaannya dan keluarganya?” Allah berfirman,“Jangan menilai hambaku Ibrahim ini dengan ukuran lahiriyah, tengoklah isi hatinya dan amal bhaktinya!” Allah SWT mengizinkan pada para malaikat menguji keimanan serta ketaqwaan Nabi Ibrahim. Ternyata, kekayaan dan keluarganya tidak membuatnya lalai dalam melakukan ketaatan kepada-Nya. Nabi Ibrahim a.s memiliki kekayaan 1000 ekor domba, 300 lembu, dan 100 ekor unta. Riwayat lain menyebutkan, kekayaan Nabi Ibrahim mencapai 12.000 ekor ternak. Ketika ditanyakan kepadanya,“Milik siapa ternak sebanyak itu?” Nabi Ibrahim menjawab,“Semuanya kepunyaan Allah yang dititipkan padaku. Bila sewaktu-waktu Allah menghendaki (memintanya), maka akan aku serahkan semuanya. Jangankan cuma ternak, bila Allah meminta anak kesayanganku Ismail, niscaya akan aku serahkan juga.”
Menurut Imam Ibnu Katsir, pernyataan Nabi Ibrahim yang akan mengorbankan anaknya jika dikehendaki oleh Allah itulah yang kemudian dijadikan bahan ujian yang sesungguhnya, Allah menguji keimanan dan ketaqwaannya melalui mimpinya yang haq, agar ia mengorbankan putranya yang ketika itu genap berusia 7 tahun. Allah SWT berfirman,
قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
Ibrahim berkata : “Hai anakkku sesungguhnay aku melihat dalam mimpi bahwa aku menyembelihmu “maka fikirkanlah apa pendapatmu? Ismail menjawab: Wahai bapakku kerjakanlah apa yang diperintahkan kepadamu. InsyaAllah engkau akan mendapatiku termasuk orang yang sabar.” (QS Aa-saffat : 102)
Ketika keduanya telah membulatkan tekadnya untuk melaksanakan perintah Allah, Iblis datang menggoda sang ayah, sang anak, dan sang ibu silih berganti. Akan tetapi mereka tidak terpengaruh sedikitpun untuk mengurunkan niatnya melaksanakan perintah Allah. Ibrahim melempar iblis dengan batu, mengusirnya pergi. Dan peristiwa tersebut kemudian menjadi salah satu rangkaian ibadah haji yakni melempar jumrah.
Allahu Akbar, Allahu Akbar, Laailaha illallahuwaallahu akbar, Allahu Akbar walillahil hamdu.Jamaah Shalat Idul Adha Yang Dimuliakan Allah.
Nilai keteladanan yang dapat kita peroleh dari peristiwa di atas, bahwa Nabi Ibrahim a.s adalah sosok Mu’min yang memiliki ketajaman hati laksana tajamnya pisau yang dengan mudah dapat mengiris dan membelah sesuatu. Hati yang tajam membuat kita mudah membedakan mana perintah dan mana larangan, mana yang haq dan mana yang bathil. Ketajaman hati akan mampu memahami maksud dari suatu perintah meskipun hanya disampaikan dengan bahasa isyarat.
Dengan ketajaman hatinya, Nabi Ibrahim a.s begitu mudah menangkap perintah Allah SWT yang benar meskipun hanya melalui isyarat mimpi, begitu juga Ismail yang langsung yakin bahwa perintah Allah SWT telah disampaikan kepada ayahnya melalui mimpi itu benar adanya. Allah SWT berfirman,
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَاتُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ.
"Maka tatkala anak itu sampai (pada umur sanggup) berusaha bersama-sama Ibrahim, Ibrahim berkata: "Hai anakku Sesungguhnya Aku melihat dalam mimpi bahwa Aku menyembelihmu. Maka fikirkanlah apa pendapatmu!" ia menjawab: "Hai bapakku, kerjakanlah apa yang diperintahkan kepadamu; insya Allah kamu akan mendapatiku termasuk orang-orang yang sabar".(QS Ash Shaffat [37]:102).
Sungguh, ketajaman hati seperti Al-Khalil dan keluarganya (Ismail a.s) dalam kontek keagaaman mutlak untuk kita miliki; karena dengan hati yang tajam, kita akan mudah memahami dan merealisasikan perintah dan larangan yang tercantum di dalam Al-Qur’an dan Al-Hadits yang pada umumnya disampaikan dalam bahasa-bahasa yang sangat jelas. Hanya hati yang tumpul dan kerdil yang tidak bisa memahaminya.
Dan pada zaman sekarang ini, ketajaman hati seperti Al-Khalil dan keluarganya (Ismail a.s) harus pula dimiliki, di mana banyak sekali bahasa isyarat dan simbol yang mengandung perintah dan larangan; namun hati yang tidak memiliki ketajaman membuat manusia tidak peduli dengan bahasa-bahasa tersebut. Kita mengetahui bahwa merokok itu sangat berbahaya bagi kesehatan, melanggar rambu lalu lintas itu dapat mengakibatkan kecelakaan, kejahatan korupsi akan diganjar dengan hukuman yang sangat berat, kenyataannya tidak sedikit di antara kita yang melanggarnya.
Allahu Akbar, Allahu Akbar, Laailaha illallahuwaallahu akbar, Allahu Akbar walillahil hamdu.Jamaah Shalat Idul Adha Yang Dimuliakan Allah.
Semoga Allah SWT senantiasa memberikan kekuatan lahir dan bathin kepada kita semua, agar senantiasa bersikap husnuzhan (baik sangka) terhadap semua perintah dan larangan. Semoga Dia memberikan pahala yang berlipat ganda atas semua kebaikan yang kita lakukan, dan menghindarkan diri kita dari sikap putus asa dan menolak. Semoga Allah SWT menjadikan kita orang-orang yang selalu istiqamah, orang-orang yang memiliki ketajaman hati yang dalam, sehingga kita dapat memahami dan menjalankan semua aktivitas ibadah kita dengan penuh kesabaran dan tetap optimis. Semoga tiga pelajaran berharga yang kita peroleh dari kisah perjalanan hidup Al-Khalil, Nabi Ibrahim dan keluarganya dapat mewarnai kehidupan kita sehari-hari, Amin Ya Rabbal Alamin
Ikhwatal iman! Semoga amal ibadah kita diterima Allah SWT. Untuk itu, marilah kita sama-sama berdoa dan memohon rahmat dan maghfirah-Nya,
اَللَّهُمَّ انْصُرْنَا فَاِنَّكَ خَيْرُ النَّاصِرِيْنَ وَافْتَحْ لَنَا فَاِنَّكَ خَيْرُ الْفَاتِحِيْنَ وَاغْفِرْ لَنَا فَاِنَّكَ خَيْرُ الْغَافِرِيْنَ وَارْحَمْنَا فَاِنَّكَ خَيْرُ الرَّاحِمِيْنَ وَارْزُقْنَا فَاِنَّكَ خَيْرُ الرَّازِقِيْنَ وَاهْدِنَا وَنَجِّنَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِيْنَ وَالْكَافِرِيْنَ.
Ya Allah, tolonglah kami, sesungguhnya Engkau adalah sebaik-baik pemberi pertolongan. Menangkanlah kami, sesungguhnya Engkau adalah sebaik-baik pemberi kemenangan. Ampunilah kami, sesungguhnya Engkau adalah sebaik-baik pemberi pemberi ampun. Rahmatilah kami, sesungguhnya Engkau adalah sebaik-baik pemberi rahmat. Berilah kami rizki sesungguhnya Engkau adalah sebaik-baik pemberi rizki. Tunjukilah kami dan lindungilah kami dari kaum yang dzalim dan kafir.
اَللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِيْنَناَ الَّذِى هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَ الَّتِى فِيْهَا مَعَاشُنَا وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِى فِيْهَا مَعَادُنَا وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِى كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شرٍّ .
Ya Allah, perbaikilah agama kami untuk kami, karena ia merupakan benteng bagi urusan kami. Perbaiki dunia kami untuk kami yang ia menjadi tempat hidup kami. Perbikilah akhirat kami yang menjadi tempat kembali kami. Jadikanlah kehidupan ini sebagai tambahan bagi kami dalam setiap kebaikan dan jadikan kematian kami sebagai kebebasan bagi kami dari segala kejahatan..
اَللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَاتَحُوْلُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَابِهِ جَنَّتَكَ وَمِنَ الْيَقِيْنِ مَاتُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا. اَللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْهُ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ عَاداَنَا وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيْبَتَنَا فِى دِيْنِنَاوَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا.
Ya Allah, anugerahkan kepada kami rasa takut kepada-Mu yang membatasi antara kami dengan perbuatan maksiat kepadamu dan berikan ketaatan kepada-Mu yang mengantarkan kami ke surga-Mu dan anugerahkan pula keyakinan yang akan menyebabkan ringan bagi kami segala musibah di dunia ini. Ya Allah, anugerahkan kepada kami kenikmatan melalui pendengaran, penglihatan dan kekuatan selama kami masih hidup dan jadikanlah ia warisan bagi kami. Dan jangan Engkau jadikan musibah atas kami dalam urusan agama kami dan janganlah Engkau jadikan dunia ini cita-cita kami terbesar dan puncak dari ilmu kami dan jangan jadikan berkuasa atas kami orang-orang yang tidak mengasihi kami".
اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ اَلأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ اِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَّعْوَاتِ.
Ya Allah, ampunilah dosa kaum muslimin dan muslimat, mu’minin dan mu’minat, baik yang masih hidup maupun yang telah meninggal dunia. Sesungguhnya Engkau Maha Mendengar, Dekat dan Mengabulkan do’a."
رَبَّنَا اَتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الأَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
"Ya Allah, anugerahkanlah kepada kami kehidupan yang baik di dunia, kehidupan yang baik di akhirat dan hindarkanlah kami dari azab neraka."
Kamis, 11 November 2010
العلاقة بين اللفظ والمعنى
إعداد وترتيب
أخيار الصديق محسن
طالب في الدراسات العليا قسم اللغة العربية وآدبها، جامعة سونان غونونج جاتي الإسلامية الحكومية باندونج
مدرس اللغة العربية في معهد الإمارات - باندونج - جاوا الغربية
تمهيد
الحمد الله الذي علم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على خير الأنام، محمد صلى الله عليه وسلم. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, أما بعد :
فيسعد الكاتب أن يتقدم إلى جميع الإخوة الأفاضل في قسم اللغة العربية – الدراسات العليا – بجامعة سونان غونونج جاتي الإسلامية الحكومية باندونج بهذا البحث المتواضع تحت عنوان "العلاقة بين اللفظ والمعنى"، وللكاتب أمل كبير أن يكون هذا البحث مفيدا لكل من يقرأه ويتطرق إليه. ويبدو للكاتب أن الموضوع "العلاقة بين اللفظ والمعنى" الذي بين أيدينا الآن هو موضوع حي وجدير بأن نناقشه وندرسه دراسة جدية.
في الحقيقة يود الكاتب أن يقدم هذا البحث بأحسن صورة وكيفية، إلا أن هناك قصورا وعوائق تحيط بالكاتب تحول دون التمكن من تقديم هذا البحث كما ينبغي. وعلى الرغم من ذلك، فقد حاول الكاتب أن يتناول الموضوع بكل قدرة مهيأة عنده، مستعينا بالمراجع المحدودة التي يهمها الموضوع. وأقدم هذا البحث بعد أن قمت بأعباء قراءة بعض المراجع ونسخها على نحو ييسر الفائدة منه ويحقق رغبة الكاتب. والموضوع" العلاقة بين اللفظ والمعنى"، الذي ينبغي لطلاب اللغة الاطلاع عليه، من ضمن مفردات المنهج في مادة "علم الدلالة". وقد احتوي على معلومات قيمة سوف نعرضها فيما بعد.
ولا أنسى في هذا المقام، أن أقدم جزيل الشكر إلى مشرف البحث الأستاذ الفاضل الدكتور شهاب الدين الذي تكرم بالإشراف والتوجيه، راجيا من المولى القدير الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه أفضل الثواب ويبارك له في مسيرة الدعوة والتعليم. وأخيرا أرجو أن ينال هذا البحث المتواضع ما يستحق من قبل المشرف من الموافقة والقبول، والله ولي التوفيق إلى أقوم الطريق.
مقدمة
إن العلاقة بين اللفظ والمعنى موضوع قديم وعريق تناولها العلماءُ منذ زمن بعيد، إِذ لانجدُ من العلماءِ المتقدمين أحدا تطرق في مجال اللغة أوالبلاغة أوالنقد إلاّ والعلاقة بين اللفظ والمعنى، كانت إحدی مباحثه و أغراضه ومراميه. ويرتكز اهتمام الباحثين كثيرا في التراث العربي الإسلامي بالعلاقة بين اللفظ والمعنى وثنائيتهما، نظرا لما فيها من أهمية.
إذا كان القرآن الكريم هو النص المحوري في الثقافة العربية الإسلامية، فإن العلاقة بين اللفظ والمعنى وثنائيتهما تعدّ من أبرز مبحث تناولته علوم هذه الثقافة، والسبب في ذلك أن علاقة اللفظ بالمعنى تمتد إلى أعماق بعيدة تنتظم النشاطات البشرية في المجال اللغوي، من كلام وإبداع ونظم وغير ذلك.
وقال الدكتور محمد حسين علي الصغير إن مسألة اللفظ والمعنى من المسائل الكبرى عند النقاد القدامى، فقد قامت المعركة بينهم على أشدها في تحديد دور كل منهما في إعطاء النص الأدبي قيمته الفنية. سنعرض تلك المعركة بمشيئة الله بين يدي القراء حين نتحدث عن الاتجاهات حول سيادة اللفظ والمعنى وأولويتهما.
تعريف اللفظ والمعنى
اللفظ في – أصل اللغة – مصدر للفعل بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوتا وحرفا، وما هو حرف واحد وأكثر، مهملا كان أو مستعملا، صادرا من الفم أولا، ثم خص في عرف اللغة بما صدر من الفم، من الصوت المعتمد على المخرج حرفا واحدا أو أكثر، مهملا أو مستعملا.
وفي لسان العرب: لفظت الشيء من فمي، ألفظه لفظا رميته. يقال أكلت الثمر ولفظت النواة أي رميتها. وفي القاموس المحيط: لفظ بالكلام نطق كتلفظ.
أما المعنى لغة : فهو ما يقصد بشيء، ولا يطلق المعنى على شيء إلا إذا كان مقصودا، وأما إذا فهم الشيء على سبيل التبعية فيسمى معنى بالعرض لا بالذات. ومعنى كل كلام، ومعناته ومعنيته، مقصده.
فالمفهوم اللغوي للفظ أنه ما يتلفظ به الإنسان من الكلام، وللمعنى أنه المقصود باللفظ، فالقصد شرط في اللفظ والمعنى، إذ لو لم يعتبر القصد لا يسمى الملفوظ كلاما. واللفظ في الاصطلاح هو ما يتلفظ به الإنسان أو في حكمه، مهملا كان، أو مستعملا.
أما المعاني فهي الصورة الذهنية إذ وقع بإزائها اللفظ من حيث إنها تقصد منه، وذلك ما يكون بالوضع، فإن عبر عنها بلفظ مفرد سمي معنى مفردا، وإن عبر عنها بلفظ مركب سمي معنى مركبا. والمعاني: هي الصورة الذهنية من حيث إنه وضع بإزائها الألفاظ والصور الحاصلة في العقل، فمن حيث إنها تقصد باللفظ سميت معنى، ومن حيث إنها تحصل من اللفظ في العقل سميت مفهوما. والمعنى هو المفهوم من ظاهر اللفظ الذي نصل إليه بغير واسطة.
الاتجاهات حول سيادة اللفظ والمعنى وأولويتهما
وهناك اتجهات عديدة عند الباحثين في شتى المجالات الثقافية العربية حول قضية اللفظ والمعنى، ويمكن القول في هذا الصدد إن قضية اللفظ والمعنى من القضايا الكبرى عند النقاد القدامى، فقد قامت المعركة بينهم على أشدها في تحديد دور كل منهما في إعطاء النص الأدبي قيمته الفنية، وفي تقويم شخصية كل منهما في السيادة والأولوية.
ونتساءل في هذا المقام : هل بينهما علاقة متلازمة؟ هل هما شيئان متلازمان؟ وهل لأحدهما فضل على الآخر؟ وهل هناك أهمية بالنسبة للفظ في الكلام ( في اللغة العربية و الفنون الأدبية) دون المعنى أو بالعكس؟ هذا، وقد حاول الكاتب سرد الموضوع وبيانه بشكل بسيط ومتواضع، وحاول حصر تلك الاتجتهات في ثلاثة اتجهات رئيسية، محددا الرأي المفضل عند الكاتب :
الاتجاه الأول : يذهب إلى أن الأناقة والجودة والجمال للقيمة الأدبية – واللغة العربية - تقع في الألفاظ. وبعبارة أخرى أن المقياس للقيمة الأدبية عند هذا الاتجاه إنما يتوقف على جزالة اللفظ، وجودة السبك ، وحسن التركيب. فمعيار سلامة الكلام عند هذا الاتجاه تنحصر في سلامة اللفظ وسهولته ونصاعته ، وجودة مطالعه، ورقة مقاطعه، وتشابه أطرافه. أما إصابة المعنى (فليس يطلب من المعنى إلا أن يكون صوابا) ليس الشأن في إيراد المعاني، لأن المعاني يعرفها العربي والعجمي والقروي والبدوي، وإنما هو جودة اللفظ وصفائه، وحسنه وبهائه، ونزاهته ونقائه، وكثرة طلاوته ، مع صحة السبك والتركيب، والخلو من أود النظم والتأليف . ويمثل هذا الفريق الجاحظ ( ت 255 هـ ) وأبو هلال العسكري (ت 395 هـ ) .
الاتجاه الثاني : ويمثل هذا الاتجاه ابن قتيبة ( ت 276 هـ )، فذهب إلى القول بالجمع بين اللفظ والمعنى مقياساً في البلاغة ، وميزاناً للقيمة الفنية، فرأى أن الشعر يسمو بسموهما وينخفض تبعاً لهما، وقد قسم الشعر إلى أربعة أضراب : ضرب حسن لفظه وجاد معناه . ضرب منه حسن لفظه وحلا، فإذا فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى. ضرب منه جاد معناه ، وقصرت ألفاظه. ضرب منه تأخر معناه ، وتأخر لفظه.(1) .فاللفظ والمعنى عند هذا الاتجاه يتعرضان معاً للجودة والقبح، ولا مزية لأحدهما على الآخر، ولا استئثار بالأولوية لأحد القسيمين، فقد يكون اللفظ حسناً وكذلك المعنى ، وقد يتساويان في القبح، وقد يفترقان. وقد سار على هذا الاتجاه قدامة بن جعفر ( ت 337 هـ ) في نقد الشعر وتحدث عن اللفظ والمعنى، وجعلهما قسيمين في تحمل مظاهر القبح وملامح الجودة فيما أورده من آراء في عيوب الألفاظ والمعاني.
الاتجاه الثالث : وهو الذي يمثله ابن رشيق ( ت 456 هـ ) وابن الأثير ( ت 637 هـ ). فقد اعتبر اللفظ والمعنى شيئاً واحداً متلازماً ملازمة الروح للجسد، فلا يمكن الفصل بينهما بحال من الأحوال، قال : اللفظ جسم، وروحه المعنى، وارتباطه كارتباط الروح بالجسم : يضعف بضعفه، ويقوى بقوته ، فإذا سلم المعنى واختل بعض اللفظ كان نقصاً للشعر وهجنة عليه. فإن اختل المعنى كله وفسد، بقي اللفظ مواتاً لا فائدة فيه.
وبعد سرد الاتجاهات الثلاث، يتبن للكاتب أن الأقرب إلى الذهن والأرجح عنده، هذا هو الأخير. إن طبيعة اللفظ والمعنى هو التلازم، فلا وجود للفظ بدون معنى، ولا وجود لمعنى بدون لفظ. وبتعبير آخر : لا قمة لوجود اللفظ بدون المعنى ولا المعنى بدون اللفظ. فإذا كان المعنى صورة ذهنية فقد وضع بإزائه لفظ، وهو القصد من تلك الصورة أو هويتها.
وقال أبو هلال العسكري (الحسن بن عبد الله، ت.395هـ) : إن العلماء أدركوا على نحو جيد قوة الترابط بين اللفظ والمعنى، وأدركوا قيمة المعنى في التعبير، ومكانة الألفاظ، حين تنضم إلى بعضها، فالمعنى لا يقوم بغير لفظ، كما لا تقوم الروح بغير جسد، فهما متلازمان تلازم الروح والجسد في الأشخاص يقول العتابي "الألفاظ أجساد والمعاني أرواح، وإنما تراها بعيون القلوب، فإذا قدمت منها مؤخرا، أو أخرت منها مقدما، أفسدت الصورة وغيرت المعنى، كما لو حول رأس إلى موضع يد، أو يد إلى موضع رجل، ولتحولت الخلقة وتغيرت الحلية".
العلاقة بين اللفظ والمعنى
ليس من السهل تقديم هذا الموضوع بالنسبة للكاتب، نظرا لما فيه من تعدد الأراء عند الباحثين، بيد أن في النهاية إن شاء الله نصل إلى الرأي المفضل عندنا. وكما يبدو لنا أن للعلاقة بين اللفظ والمعنى أهمية كبيرة في الثقافة العربية الإسلامية، وهذه الثنائية فقد كانت ولم تزل محط اهتمام الباحثين والدارسين على اختلاف بيئاتهم ومعارفهم، فتعددت حولها النظريات وتضاربت حولها الآراء، واختلفت المناهج والمصطلحات من حقل لآخر.
ونستطيع أن نقول إن التداخل والترابط الذي تتسم به ثقافتنا العربية الإسلامية، جعل من هذه الثنائية إرثا مشتركا بين جميع البيئات المعرفية، لأن الاهتمام بها كان يستهدف أساسا خدمة النص القرآني، ودراسته وتحليله. فكان لكل بيئة نصيبها من بحث هذه القضية ومعالجتها بما يتناسب وطبيعة المادة الموصوفة.
فقد تعامل المتكلمون مع مشكلة اللفظ والمعنى على نحو يختلف عما كان عليه الأمر مع الأدباء أو النقاد، وتعرض لها الأصوليون في بحوثهم ودراساتهم على نحو آخر يختلف عما كان عليه الأمر مع الفقهاء واللغويين والفلاسفة، فكل بيئة كانت تتعرض لهذه القضية وتتناولها من زاويتها الخاصة، وتذهب فيها مذاهب، وتؤلف حولها آراء ونظريات، وإن كان الأساس الذي ترتكز عليه جميع هذه البيئات يكاد يكون واحدا، وهو خدمة النص القرآني حيث هذه الغاية المحور الأساس لمسار جميع العلوم العربية والإسلامية.
إذا كان حقا لم يزل يشغل بال اللغويين البحث في نشأة اللغة، فذلك لأنه أمر قائم على افتراضات نظرية ليست عاجزة عن كشف النقاب عن أولية اللغة فحسب، وإنما كانت محل خلاف قديم لم يحسم أمره، وترتب عليه خلاف آخر, نال قسطا وافرا من اهتمام اللغويين وهو العلاقة بين اللفظ والمعنى (المدلول). هذه العلاقة التي أصبحت حجر الزاوية في علم الدلالة المختص بدراسة المعنى، الذي أصبح بدوره محورا للدراسات اللغوية الحديثة.
ولكن هناك سؤال ينبغي الإجابة عليه في موضوعنا هذا، هو : ما نوعية ونمط العلاقة القائمة بين اللفظ والمعنى, وما نوع هذه الصلة؟ وللإجابة على هذا التساؤل تجدر الإشارة إلى رأيين بغية التوصل إلى حقيقة نوعية ونمط تلك العلاقة :
الرأي الأول : ذهب إلى أن العلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة ذاتية وصلة طبيعية لا تختلف عن الصلات الطبيعية الأخرى, القائمة بين الأسباب ومسبباتها، والعلل ومعلولاتها، كالصلة بين النار والاحتراق وبين الماء والخصب والنماء. فقد حاول فلاسفة اليونان في القرن الرابع والخامس قبل الميلاد التصدى لهذا الموضوع, وعلى رأسهم السفسطائيون وأفلاطون. فقالوا إن إن هناك صلة طبيعية بين اللفظ ومدلوله (المعنى), وإن لم يستطيعوا إثبات هذه الصلة في بعض الألفاظ لجأوا إلى افتراض : أن تلك الصلة الطبيعية كانت واضحة سهلة التفسير في بدء نشأتها، ثم تطورت الألفاظ، ولم يعد من اليسير أن نتبين بوضوح تلك الصلة أو نجد لها تعليلا أو تفسيرا.
وهذا الرأي كما قال عبد القادر أبو شريفة لم يكن رأيا عاما لفلاسفة اليونان، فهذا ديموريطس من فلاسفة القرن الخامس قبل الميلاد يرفض هذا الرأي، ويؤكد أن العلاقة بين اللفظ والمعنى مكتسبة وباتفاق الناس الذين يستعملونها. وهذا أرسطو أيضا يرفض فكرة أستاذه أفلاطون، ويرى أن الصلة لا تعدو أن تكون اصطلاحية عرفية تواضع الناس عليها.
فوجد هذا الاتجاه الأول تأييدا من علماء اللغة العرب الأقدمين، بحيث مال أكثرهم إلى القول بالصلة الطبيعية بين اللفظ ومدلوله، لما رأوا في اللغة العربية من ميزات قلما تجتمع في غيرها من اللغات. فدفعهم الاعتزاز الشديد بها إلى تلمس معاني للأصوات المجردة وتأويل معاني الأصوات إن عجزت قواعدهم عن تفسير معاني بعض الألفاظ.
وهناك إشارات إلى الصلة بين اللفظ والمعنى في القرن الثاني الهجري منسوبة إلى الخليل بن أحمد، حيث جاء في كتاب الخصائص من باب ((إمساس الألفاظ أشباه المعاني)) قوله : اعلم أن هذا موضوع شريف لطيف. وقد نبه إليه الخليل وسيبويه، وتلقته الجماعة بالقبول له والاعتراف بصحته. قال الخليل : كأنهم (العرب) توهموا في صوت الجندب استطالة ومدا فقالو : صر، وتوهموا في صوت البازي تقطيعا فقالوا : صرصر. ويعني هذا أنه التفت إلى وجود صلة بين صوت الجندب والفعل الذي يدل عليه صر، وبسبب تشابه صوت البازي وصوت الجندب مع وجود اختلاف في الكيفية جاء الفعل الذي يصف صوت البازي مضعفا : صرصر.
الرأي الثاني : ذهب إلى أن الصلة القائمة بين اللفظ والمعنى اصطلاحية مصطنعة يفرضها الإنسان بمحض إرادته، باختياره اسما لكل مسمى تواضعا واتفاقا، فتكون الألفاظ رموزا لغوية اصطلاحية تنفي التلازم الدائم والطبيعي بين الصوت والمعنى أو بين اللفظ ودلالته. وهذا الاتجاه نظرا لقربه من الطبيعة اللغوية العملية التي تأبى الغموض قد تيسر له من الأنصار والمؤيدين ما كتب له الغلبة حتى أصبح من المتفق عليه في الدراسات اللغوية الحديثة أن العلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة اعتباطية .arbitrary
قد سبق في التعريف عن اللغة أنها نظام من الرموز الصوتية، أو كما عرفها ابن جني، هي أصوات يعبر بها قوم عن أغراضهم. نرى أن العلاقة بين الرموز الصوتية بالمدلول أو المعنى لم تكن واضحة ومعروفة لدي كل قوم, على سبيل المثال لفظ "الكتاب" هل هناك علاقة بينه وما يدل عليه في أذهاننا جميعا؟ وعندما نقول "المكتب"، فهل هذا اللفظ الذي نستخدمه الآن يستخدمه كل قوم لمعنى واحد ؟ وهل هناك صلة بين صوت "الطالب" وما يدل عليه؟ فهل يستخدم لفظ الطالب في جميع اللغات للمعنى المعروف عندنا ؟ وكل هذه التساؤلات المطروحة يمكن الإجابة عليها بكل بساطة، أنها شيئ نادر بل محال أن يقع. وبناء على ما سبق، يمكننا القول إنه لا يمكن أن تكون الصلة بين اللفظ والمعنى طبيعية ذاتية, وإنما هي اصطلاحية عرفية تواضع عليها الإنسان. والله ولي التوفيق.
المراجع :
- مصطلح اللفظ والمعنى ومستويات التحليل اللغوي عند عبد القاهر، ذ بودراع عبد الرحمان، مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، عدد 4: 335
- نظرية النقد العربي, رؤية قرآنية معاصرة, الدكتور محمد حسين علي الصغير
- الكليات، أبو البقاء الكفوي (أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني، ت.1094هـ) تحقيق عدنان درويش ومحمد المصري، مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الأولى. 1412هـ/1992م.
- القاموس المحيط، الفيروزابادي (محمد بن يعقوب، ت.817هـ) مؤسسة الرسالة، دار الريان للتراث، بيروت لبنان، الطبعة الثانية. 1407/1987م.
- لسان العرب، ابن منظور (جمال الدين محمد بن مكرم، ت.711هـ)، دار صادر بيروت. 1374هـ/1955م.
- التعريفات، الشريف الجرجاني الجرجاني (الشريف علي بن محمد، ت.816هـ) تحقيق جماعة من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الطبعة الأولى. 1403هـ/1983م.
- كشاف اصطلاحات الفنون، محمد علي بن علي الفاروقي التهانوي (ت.1158هـ) دار صادر بيروت : 3/1084.
- الصناعتين في الكتابة والشعر، أبوهلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري، تحقيق مفيد قميحة، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الطبعة الأولى. 1401هـ/1981م
- دلالة الألفاظ, الدكتور إبراهيم أنيس
- علم الدلالة والمعاجم العربي، عبد القادرأبو شريفة, دار الفكر-عمان- 1989
- الخصائص، ابن جني
- الدلالة اللغوية عند العرب, الدكتور عبد الكريم مجاهد.
أخيار الصديق محسن
طالب في الدراسات العليا قسم اللغة العربية وآدبها، جامعة سونان غونونج جاتي الإسلامية الحكومية باندونج
مدرس اللغة العربية في معهد الإمارات - باندونج - جاوا الغربية
تمهيد
الحمد الله الذي علم الإنسان مالم يعلم، والصلاة والسلام على خير الأنام، محمد صلى الله عليه وسلم. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, أما بعد :
فيسعد الكاتب أن يتقدم إلى جميع الإخوة الأفاضل في قسم اللغة العربية – الدراسات العليا – بجامعة سونان غونونج جاتي الإسلامية الحكومية باندونج بهذا البحث المتواضع تحت عنوان "العلاقة بين اللفظ والمعنى"، وللكاتب أمل كبير أن يكون هذا البحث مفيدا لكل من يقرأه ويتطرق إليه. ويبدو للكاتب أن الموضوع "العلاقة بين اللفظ والمعنى" الذي بين أيدينا الآن هو موضوع حي وجدير بأن نناقشه وندرسه دراسة جدية.
في الحقيقة يود الكاتب أن يقدم هذا البحث بأحسن صورة وكيفية، إلا أن هناك قصورا وعوائق تحيط بالكاتب تحول دون التمكن من تقديم هذا البحث كما ينبغي. وعلى الرغم من ذلك، فقد حاول الكاتب أن يتناول الموضوع بكل قدرة مهيأة عنده، مستعينا بالمراجع المحدودة التي يهمها الموضوع. وأقدم هذا البحث بعد أن قمت بأعباء قراءة بعض المراجع ونسخها على نحو ييسر الفائدة منه ويحقق رغبة الكاتب. والموضوع" العلاقة بين اللفظ والمعنى"، الذي ينبغي لطلاب اللغة الاطلاع عليه، من ضمن مفردات المنهج في مادة "علم الدلالة". وقد احتوي على معلومات قيمة سوف نعرضها فيما بعد.
ولا أنسى في هذا المقام، أن أقدم جزيل الشكر إلى مشرف البحث الأستاذ الفاضل الدكتور شهاب الدين الذي تكرم بالإشراف والتوجيه، راجيا من المولى القدير الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه أفضل الثواب ويبارك له في مسيرة الدعوة والتعليم. وأخيرا أرجو أن ينال هذا البحث المتواضع ما يستحق من قبل المشرف من الموافقة والقبول، والله ولي التوفيق إلى أقوم الطريق.
مقدمة
إن العلاقة بين اللفظ والمعنى موضوع قديم وعريق تناولها العلماءُ منذ زمن بعيد، إِذ لانجدُ من العلماءِ المتقدمين أحدا تطرق في مجال اللغة أوالبلاغة أوالنقد إلاّ والعلاقة بين اللفظ والمعنى، كانت إحدی مباحثه و أغراضه ومراميه. ويرتكز اهتمام الباحثين كثيرا في التراث العربي الإسلامي بالعلاقة بين اللفظ والمعنى وثنائيتهما، نظرا لما فيها من أهمية.
إذا كان القرآن الكريم هو النص المحوري في الثقافة العربية الإسلامية، فإن العلاقة بين اللفظ والمعنى وثنائيتهما تعدّ من أبرز مبحث تناولته علوم هذه الثقافة، والسبب في ذلك أن علاقة اللفظ بالمعنى تمتد إلى أعماق بعيدة تنتظم النشاطات البشرية في المجال اللغوي، من كلام وإبداع ونظم وغير ذلك.
وقال الدكتور محمد حسين علي الصغير إن مسألة اللفظ والمعنى من المسائل الكبرى عند النقاد القدامى، فقد قامت المعركة بينهم على أشدها في تحديد دور كل منهما في إعطاء النص الأدبي قيمته الفنية. سنعرض تلك المعركة بمشيئة الله بين يدي القراء حين نتحدث عن الاتجاهات حول سيادة اللفظ والمعنى وأولويتهما.
تعريف اللفظ والمعنى
اللفظ في – أصل اللغة – مصدر للفعل بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوتا وحرفا، وما هو حرف واحد وأكثر، مهملا كان أو مستعملا، صادرا من الفم أولا، ثم خص في عرف اللغة بما صدر من الفم، من الصوت المعتمد على المخرج حرفا واحدا أو أكثر، مهملا أو مستعملا.
وفي لسان العرب: لفظت الشيء من فمي، ألفظه لفظا رميته. يقال أكلت الثمر ولفظت النواة أي رميتها. وفي القاموس المحيط: لفظ بالكلام نطق كتلفظ.
أما المعنى لغة : فهو ما يقصد بشيء، ولا يطلق المعنى على شيء إلا إذا كان مقصودا، وأما إذا فهم الشيء على سبيل التبعية فيسمى معنى بالعرض لا بالذات. ومعنى كل كلام، ومعناته ومعنيته، مقصده.
فالمفهوم اللغوي للفظ أنه ما يتلفظ به الإنسان من الكلام، وللمعنى أنه المقصود باللفظ، فالقصد شرط في اللفظ والمعنى، إذ لو لم يعتبر القصد لا يسمى الملفوظ كلاما. واللفظ في الاصطلاح هو ما يتلفظ به الإنسان أو في حكمه، مهملا كان، أو مستعملا.
أما المعاني فهي الصورة الذهنية إذ وقع بإزائها اللفظ من حيث إنها تقصد منه، وذلك ما يكون بالوضع، فإن عبر عنها بلفظ مفرد سمي معنى مفردا، وإن عبر عنها بلفظ مركب سمي معنى مركبا. والمعاني: هي الصورة الذهنية من حيث إنه وضع بإزائها الألفاظ والصور الحاصلة في العقل، فمن حيث إنها تقصد باللفظ سميت معنى، ومن حيث إنها تحصل من اللفظ في العقل سميت مفهوما. والمعنى هو المفهوم من ظاهر اللفظ الذي نصل إليه بغير واسطة.
الاتجاهات حول سيادة اللفظ والمعنى وأولويتهما
وهناك اتجهات عديدة عند الباحثين في شتى المجالات الثقافية العربية حول قضية اللفظ والمعنى، ويمكن القول في هذا الصدد إن قضية اللفظ والمعنى من القضايا الكبرى عند النقاد القدامى، فقد قامت المعركة بينهم على أشدها في تحديد دور كل منهما في إعطاء النص الأدبي قيمته الفنية، وفي تقويم شخصية كل منهما في السيادة والأولوية.
ونتساءل في هذا المقام : هل بينهما علاقة متلازمة؟ هل هما شيئان متلازمان؟ وهل لأحدهما فضل على الآخر؟ وهل هناك أهمية بالنسبة للفظ في الكلام ( في اللغة العربية و الفنون الأدبية) دون المعنى أو بالعكس؟ هذا، وقد حاول الكاتب سرد الموضوع وبيانه بشكل بسيط ومتواضع، وحاول حصر تلك الاتجتهات في ثلاثة اتجهات رئيسية، محددا الرأي المفضل عند الكاتب :
الاتجاه الأول : يذهب إلى أن الأناقة والجودة والجمال للقيمة الأدبية – واللغة العربية - تقع في الألفاظ. وبعبارة أخرى أن المقياس للقيمة الأدبية عند هذا الاتجاه إنما يتوقف على جزالة اللفظ، وجودة السبك ، وحسن التركيب. فمعيار سلامة الكلام عند هذا الاتجاه تنحصر في سلامة اللفظ وسهولته ونصاعته ، وجودة مطالعه، ورقة مقاطعه، وتشابه أطرافه. أما إصابة المعنى (فليس يطلب من المعنى إلا أن يكون صوابا) ليس الشأن في إيراد المعاني، لأن المعاني يعرفها العربي والعجمي والقروي والبدوي، وإنما هو جودة اللفظ وصفائه، وحسنه وبهائه، ونزاهته ونقائه، وكثرة طلاوته ، مع صحة السبك والتركيب، والخلو من أود النظم والتأليف . ويمثل هذا الفريق الجاحظ ( ت 255 هـ ) وأبو هلال العسكري (ت 395 هـ ) .
الاتجاه الثاني : ويمثل هذا الاتجاه ابن قتيبة ( ت 276 هـ )، فذهب إلى القول بالجمع بين اللفظ والمعنى مقياساً في البلاغة ، وميزاناً للقيمة الفنية، فرأى أن الشعر يسمو بسموهما وينخفض تبعاً لهما، وقد قسم الشعر إلى أربعة أضراب : ضرب حسن لفظه وجاد معناه . ضرب منه حسن لفظه وحلا، فإذا فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى. ضرب منه جاد معناه ، وقصرت ألفاظه. ضرب منه تأخر معناه ، وتأخر لفظه.(1) .فاللفظ والمعنى عند هذا الاتجاه يتعرضان معاً للجودة والقبح، ولا مزية لأحدهما على الآخر، ولا استئثار بالأولوية لأحد القسيمين، فقد يكون اللفظ حسناً وكذلك المعنى ، وقد يتساويان في القبح، وقد يفترقان. وقد سار على هذا الاتجاه قدامة بن جعفر ( ت 337 هـ ) في نقد الشعر وتحدث عن اللفظ والمعنى، وجعلهما قسيمين في تحمل مظاهر القبح وملامح الجودة فيما أورده من آراء في عيوب الألفاظ والمعاني.
الاتجاه الثالث : وهو الذي يمثله ابن رشيق ( ت 456 هـ ) وابن الأثير ( ت 637 هـ ). فقد اعتبر اللفظ والمعنى شيئاً واحداً متلازماً ملازمة الروح للجسد، فلا يمكن الفصل بينهما بحال من الأحوال، قال : اللفظ جسم، وروحه المعنى، وارتباطه كارتباط الروح بالجسم : يضعف بضعفه، ويقوى بقوته ، فإذا سلم المعنى واختل بعض اللفظ كان نقصاً للشعر وهجنة عليه. فإن اختل المعنى كله وفسد، بقي اللفظ مواتاً لا فائدة فيه.
وبعد سرد الاتجاهات الثلاث، يتبن للكاتب أن الأقرب إلى الذهن والأرجح عنده، هذا هو الأخير. إن طبيعة اللفظ والمعنى هو التلازم، فلا وجود للفظ بدون معنى، ولا وجود لمعنى بدون لفظ. وبتعبير آخر : لا قمة لوجود اللفظ بدون المعنى ولا المعنى بدون اللفظ. فإذا كان المعنى صورة ذهنية فقد وضع بإزائه لفظ، وهو القصد من تلك الصورة أو هويتها.
وقال أبو هلال العسكري (الحسن بن عبد الله، ت.395هـ) : إن العلماء أدركوا على نحو جيد قوة الترابط بين اللفظ والمعنى، وأدركوا قيمة المعنى في التعبير، ومكانة الألفاظ، حين تنضم إلى بعضها، فالمعنى لا يقوم بغير لفظ، كما لا تقوم الروح بغير جسد، فهما متلازمان تلازم الروح والجسد في الأشخاص يقول العتابي "الألفاظ أجساد والمعاني أرواح، وإنما تراها بعيون القلوب، فإذا قدمت منها مؤخرا، أو أخرت منها مقدما، أفسدت الصورة وغيرت المعنى، كما لو حول رأس إلى موضع يد، أو يد إلى موضع رجل، ولتحولت الخلقة وتغيرت الحلية".
العلاقة بين اللفظ والمعنى
ليس من السهل تقديم هذا الموضوع بالنسبة للكاتب، نظرا لما فيه من تعدد الأراء عند الباحثين، بيد أن في النهاية إن شاء الله نصل إلى الرأي المفضل عندنا. وكما يبدو لنا أن للعلاقة بين اللفظ والمعنى أهمية كبيرة في الثقافة العربية الإسلامية، وهذه الثنائية فقد كانت ولم تزل محط اهتمام الباحثين والدارسين على اختلاف بيئاتهم ومعارفهم، فتعددت حولها النظريات وتضاربت حولها الآراء، واختلفت المناهج والمصطلحات من حقل لآخر.
ونستطيع أن نقول إن التداخل والترابط الذي تتسم به ثقافتنا العربية الإسلامية، جعل من هذه الثنائية إرثا مشتركا بين جميع البيئات المعرفية، لأن الاهتمام بها كان يستهدف أساسا خدمة النص القرآني، ودراسته وتحليله. فكان لكل بيئة نصيبها من بحث هذه القضية ومعالجتها بما يتناسب وطبيعة المادة الموصوفة.
فقد تعامل المتكلمون مع مشكلة اللفظ والمعنى على نحو يختلف عما كان عليه الأمر مع الأدباء أو النقاد، وتعرض لها الأصوليون في بحوثهم ودراساتهم على نحو آخر يختلف عما كان عليه الأمر مع الفقهاء واللغويين والفلاسفة، فكل بيئة كانت تتعرض لهذه القضية وتتناولها من زاويتها الخاصة، وتذهب فيها مذاهب، وتؤلف حولها آراء ونظريات، وإن كان الأساس الذي ترتكز عليه جميع هذه البيئات يكاد يكون واحدا، وهو خدمة النص القرآني حيث هذه الغاية المحور الأساس لمسار جميع العلوم العربية والإسلامية.
إذا كان حقا لم يزل يشغل بال اللغويين البحث في نشأة اللغة، فذلك لأنه أمر قائم على افتراضات نظرية ليست عاجزة عن كشف النقاب عن أولية اللغة فحسب، وإنما كانت محل خلاف قديم لم يحسم أمره، وترتب عليه خلاف آخر, نال قسطا وافرا من اهتمام اللغويين وهو العلاقة بين اللفظ والمعنى (المدلول). هذه العلاقة التي أصبحت حجر الزاوية في علم الدلالة المختص بدراسة المعنى، الذي أصبح بدوره محورا للدراسات اللغوية الحديثة.
ولكن هناك سؤال ينبغي الإجابة عليه في موضوعنا هذا، هو : ما نوعية ونمط العلاقة القائمة بين اللفظ والمعنى, وما نوع هذه الصلة؟ وللإجابة على هذا التساؤل تجدر الإشارة إلى رأيين بغية التوصل إلى حقيقة نوعية ونمط تلك العلاقة :
الرأي الأول : ذهب إلى أن العلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة ذاتية وصلة طبيعية لا تختلف عن الصلات الطبيعية الأخرى, القائمة بين الأسباب ومسبباتها، والعلل ومعلولاتها، كالصلة بين النار والاحتراق وبين الماء والخصب والنماء. فقد حاول فلاسفة اليونان في القرن الرابع والخامس قبل الميلاد التصدى لهذا الموضوع, وعلى رأسهم السفسطائيون وأفلاطون. فقالوا إن إن هناك صلة طبيعية بين اللفظ ومدلوله (المعنى), وإن لم يستطيعوا إثبات هذه الصلة في بعض الألفاظ لجأوا إلى افتراض : أن تلك الصلة الطبيعية كانت واضحة سهلة التفسير في بدء نشأتها، ثم تطورت الألفاظ، ولم يعد من اليسير أن نتبين بوضوح تلك الصلة أو نجد لها تعليلا أو تفسيرا.
وهذا الرأي كما قال عبد القادر أبو شريفة لم يكن رأيا عاما لفلاسفة اليونان، فهذا ديموريطس من فلاسفة القرن الخامس قبل الميلاد يرفض هذا الرأي، ويؤكد أن العلاقة بين اللفظ والمعنى مكتسبة وباتفاق الناس الذين يستعملونها. وهذا أرسطو أيضا يرفض فكرة أستاذه أفلاطون، ويرى أن الصلة لا تعدو أن تكون اصطلاحية عرفية تواضع الناس عليها.
فوجد هذا الاتجاه الأول تأييدا من علماء اللغة العرب الأقدمين، بحيث مال أكثرهم إلى القول بالصلة الطبيعية بين اللفظ ومدلوله، لما رأوا في اللغة العربية من ميزات قلما تجتمع في غيرها من اللغات. فدفعهم الاعتزاز الشديد بها إلى تلمس معاني للأصوات المجردة وتأويل معاني الأصوات إن عجزت قواعدهم عن تفسير معاني بعض الألفاظ.
وهناك إشارات إلى الصلة بين اللفظ والمعنى في القرن الثاني الهجري منسوبة إلى الخليل بن أحمد، حيث جاء في كتاب الخصائص من باب ((إمساس الألفاظ أشباه المعاني)) قوله : اعلم أن هذا موضوع شريف لطيف. وقد نبه إليه الخليل وسيبويه، وتلقته الجماعة بالقبول له والاعتراف بصحته. قال الخليل : كأنهم (العرب) توهموا في صوت الجندب استطالة ومدا فقالو : صر، وتوهموا في صوت البازي تقطيعا فقالوا : صرصر. ويعني هذا أنه التفت إلى وجود صلة بين صوت الجندب والفعل الذي يدل عليه صر، وبسبب تشابه صوت البازي وصوت الجندب مع وجود اختلاف في الكيفية جاء الفعل الذي يصف صوت البازي مضعفا : صرصر.
الرأي الثاني : ذهب إلى أن الصلة القائمة بين اللفظ والمعنى اصطلاحية مصطنعة يفرضها الإنسان بمحض إرادته، باختياره اسما لكل مسمى تواضعا واتفاقا، فتكون الألفاظ رموزا لغوية اصطلاحية تنفي التلازم الدائم والطبيعي بين الصوت والمعنى أو بين اللفظ ودلالته. وهذا الاتجاه نظرا لقربه من الطبيعة اللغوية العملية التي تأبى الغموض قد تيسر له من الأنصار والمؤيدين ما كتب له الغلبة حتى أصبح من المتفق عليه في الدراسات اللغوية الحديثة أن العلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة اعتباطية .arbitrary
قد سبق في التعريف عن اللغة أنها نظام من الرموز الصوتية، أو كما عرفها ابن جني، هي أصوات يعبر بها قوم عن أغراضهم. نرى أن العلاقة بين الرموز الصوتية بالمدلول أو المعنى لم تكن واضحة ومعروفة لدي كل قوم, على سبيل المثال لفظ "الكتاب" هل هناك علاقة بينه وما يدل عليه في أذهاننا جميعا؟ وعندما نقول "المكتب"، فهل هذا اللفظ الذي نستخدمه الآن يستخدمه كل قوم لمعنى واحد ؟ وهل هناك صلة بين صوت "الطالب" وما يدل عليه؟ فهل يستخدم لفظ الطالب في جميع اللغات للمعنى المعروف عندنا ؟ وكل هذه التساؤلات المطروحة يمكن الإجابة عليها بكل بساطة، أنها شيئ نادر بل محال أن يقع. وبناء على ما سبق، يمكننا القول إنه لا يمكن أن تكون الصلة بين اللفظ والمعنى طبيعية ذاتية, وإنما هي اصطلاحية عرفية تواضع عليها الإنسان. والله ولي التوفيق.
المراجع :
- مصطلح اللفظ والمعنى ومستويات التحليل اللغوي عند عبد القاهر، ذ بودراع عبد الرحمان، مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، عدد 4: 335
- نظرية النقد العربي, رؤية قرآنية معاصرة, الدكتور محمد حسين علي الصغير
- الكليات، أبو البقاء الكفوي (أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني، ت.1094هـ) تحقيق عدنان درويش ومحمد المصري، مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الأولى. 1412هـ/1992م.
- القاموس المحيط، الفيروزابادي (محمد بن يعقوب، ت.817هـ) مؤسسة الرسالة، دار الريان للتراث، بيروت لبنان، الطبعة الثانية. 1407/1987م.
- لسان العرب، ابن منظور (جمال الدين محمد بن مكرم، ت.711هـ)، دار صادر بيروت. 1374هـ/1955م.
- التعريفات، الشريف الجرجاني الجرجاني (الشريف علي بن محمد، ت.816هـ) تحقيق جماعة من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الطبعة الأولى. 1403هـ/1983م.
- كشاف اصطلاحات الفنون، محمد علي بن علي الفاروقي التهانوي (ت.1158هـ) دار صادر بيروت : 3/1084.
- الصناعتين في الكتابة والشعر، أبوهلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري، تحقيق مفيد قميحة، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الطبعة الأولى. 1401هـ/1981م
- دلالة الألفاظ, الدكتور إبراهيم أنيس
- علم الدلالة والمعاجم العربي، عبد القادرأبو شريفة, دار الفكر-عمان- 1989
- الخصائص، ابن جني
- الدلالة اللغوية عند العرب, الدكتور عبد الكريم مجاهد.
Senin, 11 Oktober 2010
Menjalin Kebersamaan
Oleh: Akhyar Ash Shiddiq Muhsin
Islam sebagai agama fitrah telah memberikan petunjuk kepada umatnya agar mereka senantiasa saling tolong-menolong atau saling membantu tara sesama manusia dalam urusan-urusan yang sekiranya akan melahirkan kepentingan dan kemaslahatan bersama, terutama dalam urusan-urusan agama, sebagaimana ditegaskan dalam al-Qur’an: “...Dan tolong-menolonglah kamu dalam (mengerjakan) kebajikan dan taqwa, dan jangan tolong-menolong dalam berbuat dosa dan pelanggaran. Dan bertaqwalah kamu kepada Allah, sesungguhnya Allah amat berat siksa-Nya.” (QS. Al-Maidah (5): 2)
Suatu komunitas masyarakat atau sebuah negara akan senantiasa merasakan ketenangan dan kebahagiaan, kehidupan yang damai, terhindar dari konflik antara satu kelompok dengan kelompok yang lain dan terlepas dari bencana, manakala tercipta dalam masyarakat atau negeri tersebut sikap kebersamaan, tolong menolong dalam kebajikan dan ketakwaan, saling mengingatkan dalam hal-hal negatif yang sudah jelas akan merugikan dan mengakibatkan kemadharatan dalam masyarakat, serta sikap itsar (lebih mendahulukan kepentingan orang lain daripada diri sendiri) yang merupakan bagian dari keharusan hidup bermasyarakat atau bernegara, bahkan hal itu sudah menjadi konsekwensi bagi sebuah masyarakat Muslim.
Firman Allah SWT: “Dan orang-orang yang beriman, lelaki dan perempuan, sebagian mereka (adalah) menjadi penolong sebagian yang lain. Mereka menyuruh (mengerjakan) yang ma'ruf, mencegah dari yang munkar, mendirikan shalat, menunaikan zakat dan mereka ta'at kepada Allah dan Rasul-Nya. Mereka itu akan diberi rahmat oleh Allah; Sesungguhnya Allah Maha Perkasa lagi Maha Bijaksana.” (QS. Thaha (9): 71)
Suatu komunitas masyarakat atau sebuah negara akan senantiasa merasakan ketenangan dan kebahagiaan, kehidupan yang damai dan terhindar dari konflik, jika nilai ukhuwwah yang sudah terjalin tetap dipertahankan, keadilan sudah ditegakkan dengan benar, kekuatan hukum tidak lagi dipermainkan oleh pihak-pihak yang bersalah, jika para birokrat, politikus atau orang yang memiliki jabatan tidak menyalah gunakan amanahnya, orang-orang kaya diantara mereka mau peduli terhadap saudara-saudara mereka yang berada dibawah garis keiskinan, harta yang mereka miliki benar-benar dimanfaatkan sesuai dengan kehendak Allah SWT (fisabilillah).
Al-Qur’an telah memberikan penegasan bahwasannya, kebahagiaan, kemakmuran dan kekuatan suatu negeri sangat ditentukan oleh keimanan, keshalihan dan ketakwaan setiap individu dari masyarakatnya yang merupakan tonggak atau sebnagai pilarnya. Firman Allah SWT., “Jikalau sekiranya penduduk negeri-negeri beriman dan bertaqwa, pastilah Kami akan melimpahkan kepada mereka berkah dari langit dan bumi, tetapi mereka mendustakan (ayat-ayat Kami) itu, maka Kami siksa mereka disebabkan perbuatannya.” (QS. Al-A’raf (7): 96)
Sehubungan dengan soal-soal kemasyarakatan, Rasulullah SAW pernah melukiskan dalam sebuah hadits yang bersifat metafora tentang perlunya tolong-menolong atau kerja sama antara beberapa potensi masyarakat guna menciptakan lingkungan yang damai, kondusif, diliputi dengan kebahagiaan, ketenangan, keberkahan dan kemakmuran.
“Dunia ini laksana sebidang kebun, yang dihiasi dengan lima macam perhiasan, yaitu ilmu orang-orang yang cerdik pandai, keadilan orang-orang yang meiliki kekuasaan, ketekunan hamba-hamba yang taat, kejujuran para pedagang dan pengusaha serta disiplin para karyawan.”
Apabila sebuah masyarakat atau sebuah negara kita umpamakan laksana bangunan, maka kelima unsur yang tersebut dalam hadits diatas merupakan pilar dan tonggaknya. Berikut adalah penjelasan singkat dari kelima unsur tersebut:
1. ORANG-ORANG YANG CERDIK PANDAI
Orang-orang yang cerdik pandai dalam suatu masyarakat atau negara adalah mereka yang terkemuka dalam ilmu dan kecerdasannya, yang diharapkan dapat memberikan bimbingan dan tuntunan kepada masyarakat banyak untuk mencapai kemajuan dan kemakmuran.
Secara garis besar mereka yang cerdik pandai itu terbagi kepada dua, yaitu mereka yang memiliki ilmu dibidang agama dan kerohaniaan yang lazim disebut dengan ulama, yan g mana mereka adalah pewaris para nabi dan rasul yang mulia, hendaklah mereka menjadi contoh dan tauladan yang baik (qudwah hasanah) dalam kehidupan masyarakat dan bukan sebaliknya. Kedua, mereka yang memiliki ilmu dalam bidang-bidang pengetahuan umum (kaum teknokrat atau para intelek).
Kedua potensi tersebut sama-sama pentingnya, walaupun bidangnya berbeda-beda. Baik para ulama, kaum intelek maupun para teknokrat, hendaklah dapat mempergunakan angerah yang mereka terima itu untuk membangun moral masyarakat, negara dan mempertahankan nilai-nilai agama,, dan jangan sampai mereka gunakan untuk mengelabui ortang awam dan menyesatkan umat, dengan memberikan fatwa-fatwa dan kebijakkan yang merugikan orang banyak. Padahal Al-Qur’an telah memberikan bimbingan kepada kita agar kita selalu menjadi orang-orang yang benar dan jujur. Firman Allah SWT., “Hai orang-orang yang beriman, bertakwalah kepada Allah, dan hendaklah kamu bersama orang-orang yang benar.” (QS. At-Taubah (9): 119).
Dan pada intinya jangan sampai teknologi yang dikuasai digunakan untuk hal-hal yang mendatangkan kerusakan, dan jangan pula penguasaan terhadap ayat-ayat Al-Qur’an dan hadits dipergunakan untuk memenangkan yang bathil dan mengalahkan yang benar (al-Haq). Apabila para ulama dan kaum ilmuan tidak lagi berkhidmat dan berpedoman kepada prinsip agama atau nilai tujuan ilmu pengetahuan yang bersipat universal, dikalahkan oleh kepentingan pribadi dan kemaslahatan sekelompok orang saja, pastilah akan timbul kericuhan, konflik, keributan, dan akhirnya timbul kehancuran.
2. KEADILAN PARA PENGUASA
Sayyid Quthub merumuskan pengertian adil sebagai berikut: “Adil itu merupakan satu sikap yang mutlak, yang tidak menunjukkan kecondongan cinta atau amarah, tidak merubah ketentuan-ketentuan karena kasih sayang atau kebencian. Adil itu tidak mempengaruhi pandangan karena pertimbangan-pertimbangan kekeluargaan, tidak menaruh kebencian antara suatu kaum dengan yang lainnya. Tidak membedakan manusia karena bangsanya, turunannya, hartanya, pangkatnya dan lain sebagainya. Antara yang satu dengan yang lain diperlakukan sama.” (Al-Adalatul Ijtima’iyyah fil Islam)
Para pemimpin atau penguasa harus bersikap adil terhadap semua rakyatnya tanpa pilih kasih dan pandang bulu. Tidak bersikap seperti dikatakan dalam peribahasa, “Tiba dimata di picingkan, tiba diperut dikempiskan”, maknanya kalau seseorang dekat dengan pihak pengusaha atau karena hubungan kekeluargaan, diperlakukan seperti anak mas, sedangkan kalau tidak ada hubungan dengannya, apalagi kalau dianggap sebagai lawan politiknya, maka ia diperlakukan seperti anak tiri, bahkan terkadang ditekan, dijegal ide-ide dan aktivitasnya yang baik.
Islam mengajarkan kepada umatnya, agar sikap adil senantiasa dilakukan secara konsekuen, tanpa mempertimbangkan hubungan, pertalian atau kedudukan seseorang. Allah berfirman, “Wahai orang-orang yang beriman, jadilah kamu orang yang benar-benar penegak keadilan, menjadi saksi karena Allah biarpun terhadap dirimu sendiri atau ibu bapak dan kaum kerabatmu. Jika ia kaya ataupun miskin, maka Allah lebih tahu kemaslahatan. Maka janganlah kamu mengikuti hawa nafsu karena ingin menyimpang dari kebenaran. Dan jika kamu memutar balikkan (kata-kata) atau enggan menjadi saksi, maka sesungguhnya Allah adalah Maha Mengetahui segala apa yang kamu kerjakan.” (QS. An-Nisa (4): 135)
3. KETEKUNAN HAMBA-HAMBA YANG TAAT
Hamba yang taat dan tekun dalam beribadah, pada umumnya menjadi orang yang baik (shalih), mengerjakan segala perintah yang dibebankan kepadanya, dan menghindarkan diri dari segala bentuk kemaksiatan yang akan menjerumuskan manusia kedalam kebinasaan. Ketaatan beribadah setiap individu masyarakat disatu pihak akan mendatangkan kebahagiaan dan kenikmatan bagi yang melakukannya dalam kehidupan di alam akhirat kelak, sedangkan dalam kehidupannya didunia akan membentuk sikap hidup yang menuntut setiap orang mencapai prestasi dan kebahagiaan.
Kebahagiaan suatu masyarakat dapat ditentukan oleh keshalihan setiap individu dalam masyarakat itu sendiri. Demikian sebaliknya, kehancuran dan kebinasaan disebabkan karena kejatuhan moral masyarakat itu sendiri.Itulah sunatullah yang berlaku dimuka bumi ini. Maka dari itu, hendaknya suatu masyarakat atau bangsa mempersiapkan setiap individu yang ada secara berkualitas baik ilmu, iman maupunketakwaannya, sehingga dapat melahirkan kebahagiaan bagi diri, keluarga, masyarakat bangsa dan agama.
4. PENGUSAHA YANG JUJUR
Islam telah memberikan kesempatan kepada setiap orang untuk mencari rezeki atau keuntungan dengan cara berdagang, niaga, jual beli dan yang selainnya, menurut cara yang dibenarkan oleh syari’at. Berdagang dalam isitilah Al-Qur’an disebut dengan at-Tijaarah dimana didalamnya terdapat aturan main yang telah ditetapkan oleh syari’at, yakni tidak diperkenankan mengeruk keuntungan sebanyak-banyaknya dengan cara yang tidak dibenarkan (bakhil), tapi ia harus diliputi suasana yang penuh dengan kekeluargaan dan perasaan ridha dari kedua belah pihak. “Hai orang-orang yang beriman, janganlah kamu saling memakan harta sesamamu dengan jalan yang batil, kecuali dengan jalan perniagaan yang berlaku dengan suka sama suka diantara kamu. Dan janganlah kamu membunuh dirimu; sesungguhnya Allah adalah Maha Penyayang kepadamu.” (QS. An-Nisa (4): 29)
Apabila para pedagang, pengusaha atau saudagar tidak lagi berlaku jujur, maka bangunan masyarakat akan runtuh, akan timbul ditengah-tengah masyarakat krisis ekonomi yang berbuntut kepada krisis sosial yang melahirkan perpecahan, sengketa dan fitnah yang berkepanjangan. Allah SWT telah memberikan ancaman dan kutukan terhadap perbuatan tersebut, “Kecelakaan besarlah bagi orang-orang yang curang, (yaitu) orang-orang yang apabila menerima takaran dari orang lain mereka minta dipenuhi, dan apabila mereka menakar atau menimbang untuk orang lain, mereka mengurangi. (QS. Al-Muthaffifin (83): 1-3)
5.KARYAWAN YANG DISIPLIN
Yang dimaksud dengan karyawan dalam hal ini adalah bukan saja terbatas kepada para petugas di sebuah perusahaan atau pabrik, melainkan termasuk didalamnya para pegawai di instansi-instansi pemerintahan. Karyawan yang tidak disiplin (in-disipliner) akan menimbulkan suasana kerja yang acak-acakkan dan administrasai yang kacau balau, sehingga megakibatkan berkurangnya produksi, stagnasi, depisit keuangan perhubungan macet dan lain sebagainya, yang membawa akibat buruk kepaa masyarakat secara umum. Jika sikap tidak disiplin itu terdapat pada pegawai negeri, terlebih yang memegang jabatan-jabatan yang terkenal dengan istilah jabatan basah, seperti bagian perdagangan, imigrasi, dan lain-lain, maka muncullah pungutan-pungutan liar yang menyebabkan segelintir orang menjadi kaya mendadak, sedangkan rakyat kecil merasakan akibat buruknya.
Apabila kelima unsur penegak atau pilar dalam masyarakat itu masing-masing mengemban amanah yang dipikulkan dan dipercayakan diatas pundak mereka, maka akan terlahir masyarakat atau negara yang aman, adil dan makmur yang penuh dengan ampunan Ilahi (Baldatun Thayyibun Wa Rabbun Ghafuur).[]
die *Bulettin Jum’at Al-Mustanir*
Edisi. 027 - Juli 2006.
Langganan:
Postingan (Atom)